ورغم الحشود الامنية التي احاطت منطقة الازهر تمكن المصلون من الخروج الى الشوارع وانضم اليهم مواطنون آخرون وسارت التظاهرة حتى ميدان العتبة وسط العاصمة المصرية وردد المواطنون هتافات: "لا اله إلا الله اليهود أعداء الله" و"الجهاد... الجهاد" و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". ونظم سياسيون ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة تظاهرة اخرى في مسجد "عمر مكرم" قرب السفارة الاميركية في العاصمة، واعلنوا تشكيل لجنة تتولى تنفيذ مقاطعة للسلع الاميركية والاسرائيلية، ورددوا هتافات طالبوا فيها الرئيس حسني مبارك طرد السفير الاسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من تل ابيب ثم قاموا بحرق العلم الاسرائيلي، واحاطت اعداد كبيرة من قوات الامن التظاهرة ومنعت المشاركين فيها من التوجه الى السفارة الاميركية. ولم تتوقف مظاهر الاحتجاجات الشعبية عند التظاهر إذ بثت الاذاعة المصرية امس صلاة الجمعة من مسجد يقع في محافظة الفيوم حيث ألقى رئيس جامعة الازهر الدكتور احمد عمر هاشم الخطبة التي وصف فيها اليهود بأنهم "اعداء الله"، مؤكداً "ان نصرالله قريب"، ودعا الدول الاسلامية والعربية الى "توحيد الكلمة للتصدي للقتلة". وتباينت ردود فعل المعارضة المصرية، فاتفقت على إدانة العدوان الاسرائيلي والتواطؤ الاميركي وانتقاد "التخاذل" العربي الرسمي، إلا أنها اختلفت حيال الدعوة الى عقد قمة رباعية قبل القمة العربية المنتظرة. واللافت إتفاق حزبي الوفد الليبرالي، والتجمع اليساري على الخطوة الرسمية التي اعتبرها الامين العام للتجمع الدكتور رفعت السعيد "مخرجاً لايقاف العدوان الاسرائيلي في سياق فتور رسمي عربي لتبني تدابير عملية لمساندة الفلسطينيين وعدم المزايدة على تحركاتهم"، فيما جاءت موافقة رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة من زاوية "التضامن الكامل مع الرئيس حسني مبارك في كل ما يتخذه من اجراءات وخطوات في مواجهة هذا العدوان الغاشم".