أطلق الرئيس الإيراني محمد خاتمي "نفير المشاركة الواسعة" في الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. وفيما يشبه التعبئة العامة دعا خاتمي "جميع أبناء الشعب لا سيما الشباب" إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، كون التصويت يمثل "أفضل نموذج لمشاركة الشعب في كل ميادين الثورة الإسلامية". وأمام تجمع جماهيري حاشد في أصفهان قدّر الإعلام الإيراني المشاركين فيه بمليوني شخص، وقدرتهم وسائل الإعلام الأجنبية ب800 ألف، خاطب خاتمي الإيرانيين قائلاً: "إذا أردتم دعم الحكومة التي ترفع شعار التنمية وتعزيز المشاركة، شاركوا في الانتخابات البرلمانية، إذا أردتم ديمومة الثورة واستقرارها وتقرير مصيركم شاركوا في الانتخابات بفاعلية، كما في انتخابات الرئاسة". وأشاد بجيل الشباب، وحرص على تدعيم كلامه بمواقف للخميني ومرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وقال أن "رمز عزة إيران هو الحضور الفاعل لشعبها في كل الميادين، والثورة لا معنى لها ولا استقرار من دون الشعب". ودعا الرئيس الإيراني "كل الأحزاب والتيارات السياسية إلى الامتناع عن التنازع والعمل بما يريده الشعب كي تتمكن من لعب دور بارز" في الانتخابات التي حدد أهدافها ب"التنمية والتطور وحفظ القيم وهي الإسلام وإيران وولاية الفقيه والنظام الجمهوري الإسلامي، وترسيخ الحرية والاستقلال". وتزامن إعلان خاتمي "التعبئة" الانتخابية مع تطور لافت تمثل في البدء بتخفيف القيود المفروضة على آية الله حسين علي منتظري الذي يخضع لإقامة جبرية في مدينة قم. وتعتبر قضية منتظري الذي عزله الخميني من منصب خلافته، من أبرز القضايا التي تثير جدلاً حاداً في إيران، أدى في مراحل عديدة إلى توتير الأجواء. واللافت أن أول زائري منتظري شخصيتان من التيار المحافظ هما حسن طاهري خرم آبادي عضو مجلس الرقابة الدستورية، ومحمد مؤمن. وسمِح ل 15 شخصاً آخرين بزيارة منتظري الذي كان "الترويج لأفكاره" أبرز الاتهامات التي حوكم بها وزير الداخلية السابق عبدالله نوري. ورأي مراقبون أن هذا التطور يأتي في سياق تحركات هدفها نزع ما يوصف ب"صواعق" التوترات الداخلية، وسبقته تحركات لإبعاد طلاب الجامعة عن التجاذبات السياسية التي أفضت في تموز يوليو الماضي إلى اضطرابات هزت إيران. دعوة إلى "هدنة" إلى ذلك أطلق المحافظون دعوة إلى رفض الخلاف داخل البيت الواحد، وطالب أحد أقطابهم النائب مرتضى نبوي ب"وقف لإطلاق النار السياسي". وعلى صعيد التحضير للانتخابات انتقد وزير الثقافة والارشاد عطاء الله مهاجراني ضمنياً حزب "جبهة المشاركة" القريب إلى خاتمي لرفضه ترشيح الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وقال مهاجراني: "على الأصدقاء ألا ينسوا أن رفسنجاني لعب دوراً مهماً في فوز خاتمي في انتخابات الرئاسة". واعتبر أن منتقدي الرئيس السابق "مصابون بضعف الذاكرة التاريخية"، فيما دعا وكيل حزب "كوادر البناء" حسين مرعشي "جبهة المشاركة" إلى معاودة النظر في لائحتها الانتخابية التي تفتقد رفسنجاني، واتهم الجبهة بأنها تبتعد عن بقية الأحزاب الإصلاحية.