} واصل حزب المؤتمر الشعبي السوداني الذي يقوده الدكتور حسن الترابي نشاطه السياسي ليسجل تحركاً جديداً يتوقع أن يتمخض عن تحالف سياسي جديد يضم الى جانبه 19 من الأحزاب المسجلة رسمياً المرخص لها بالعمل. في غضون ذلك، أجرى حزب المؤتمر الوطني الحاكم تعديلات في أجهزته القيادية لم تتضمن تعيين شخص أصيل لمنصب الأمانة العامة الذي كان يشغله الترابي، وبقي الدكتور ابراهيم عمر مكلفاً هذا المنصب. يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة ميلاد تحالف سياسي جديد في السودان يضم حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي و19 تنظيماً مسجلاً. وحضر جانباً من الاجتماعات التمهيدية للتحالف المرتقب حزب الأمة الذي نفى وجود اتفاق مع الحكومة وأكد عدم رغبته في اتفاق منفرد معها. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي موافقته على مبادرة 19 حزباً مسجلاً اسمت نفسها "تحالف القوى الجديدة" الرامية الى "اجتماع كل القوى السياسية في الداخل والخارج في ملتقى شعبي جامع للحوار في شأن قضايا الوطن بما يفضي الى التداول السلمي للسلطة وتعزيز الحريات والديموقراطية". وعقد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج اجتماعاً مع ممثلي 19 حزباً مسجلاً حضره نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم. وأكد مسؤول الاعلام في المؤتمر الشعبي محمد الأمين خليفة موافقة حزبه على رؤية التحالف باعتبارها تركز على اجماع القوى السياسية للوصول الى حل شامل لأزمة البلاد. "الأمة" لكن نائب رئيس حزب الأمة قال ان اجتماعه مع الحاج بحث في اقتراحات حزبه الداعية الى "ضرورة تحقيق الوفاق والديموقراطية المستدامة"، وأضاف ان اللقاء خلا من ترتيبات اعلان حلف سياسي جديد، وأكد ان "حزبه يهدف الى حشد كل القوى الداعمة للأجندة الوطنية وإقرار السلام". وكشف عن قرب التوصل الى اتفاق مع قادة جنوبيبن بينهم نائب رئيس البرلمان السابق الدواجو، ووزير الاعلام السابق بونا ملوال، والسياسي فرانسيس دنيق ونائب رئيس الجمهورية السابق ابيل الير. وذكر ان مجموعة من قادة المساعد السابق لرئيس الجمهورية، المنشق رياك مشار، أبدت رغبة في التفاوض مع حزبه في شأن الأجندة الوطنية. الى ذلك أعلن حزب الأمة ان حواره مع الحكومة لم يصل الى اتفاق واضح، ولم تعرض نتائجه على اجهزة الحزب. وكان الرئيس عمر البشير كشف ان اتفاقاً مع حزب الأمة سيعلن خلال اسبوع. واتهم مساعد رئيس حزب الأمة بكري عديل الرئيس البشير بأنه "يسعى الى كسر شوكة المعارضة عن طريق اطلاق مثل هذه التصريحات وربطها بالحملة الانتخابية الرئاسية والبرلمانية". واتهم الحكومة بالمماطلة والتسويف وعدم التحرك ازاء الحل السياسي، وأكد ان حزبه ليس لديه اتجاه لعقد اتفاق ثنائي مع الحكومة. الى ذلك، أعاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس تشكيل اجهزته القيادية، وابقى على الأمين العام المكلف الدكتور ابراهيم أحمد عمر في موقعه، وانتخب علي عثمان محمد طه والفريق جورج كنقور نائبين له في الحزب. واعتمد مجلس شورى الحزب الحاكم أمس عضوية المكتب القيادي برئاسة البشير، ولم يجر تعديلاً على هيئة القيادة السابقة التي كان يرأسها الترابي قبل انهاء تحالفه مع البشير الذي استمر 11 عاماً. لكنه أضاف اليها وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ووزير النقل لام اكول ومستشارة الرئيس لشؤون المرأة والطفل سعاد الفاتح ومستشاره السابق للسلام نافع علي نافع. واعطت التعديلات التي أجراها الحزب على لوائحه الداخلية الرئيس عمر البشير سلطات واسعة في رئاسة الحزب ومكتبه القيادي ومجلسه التنسيقي، وقلص من صلاحيات الأمين العام الذي كان يرأس الهيئة القيادية السابقة، وقلص أيضاً من عضوية مجلس الشورى. من جهة أخرى، بعث الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد برسائل الى كل من رئيس مجلس الامن ورئيس الاتحاد الاوروبي والامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والامين العام للأمم المتحدة، تؤكد أن الدول العربية تؤيد ترشيح السودان لمقعد مجلس الامن غير الدائم عن افريقيا لعامي 2001 و2002 وتدعوهم الى مساندة السودان اثناء مناقشة هذا الموضوع. وقالت نائبة المندوب الدائم السوداني لدى الجامعة السيدة أحلام عبدالجليل ل"الحياة" إن عبدالمجيد وزع على المنظمات الدولية والاقليمية الخمس مذكرات أعلن فيها موقف الدول العربية والجامعة تجاه المقعد غير الدائم والمطالبة برفع العقوبات المفروضة على السودان بعدما أوفى بالتزاماته كافة.