أكد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ان موسكو تولي حالياً المجالات الاجتماعية والانسانية في الشيشان اهمية خاصة، ودعا اهالي غروزني الى الانتقال الى مناطق السيطرة الروسية في الشيشان، فيما اعلن عن دخول القوات الروسية بلدة باموت الحصينة ووردت انباء عن خلافات شديدة بين القادة الشيشانيين. وقال بوتين في حديث الى التلفزيون اذيع في ساعة متأخرة مساء الاربعاء ان "لا خيار امام روسيا سوى تدمير ما تبقى من قواعد الارهابيين ومستودعاتهم الحربية الا انه اضاف … على كل القيادات العسكرية والمدنية في شمال القوقاز ان تركز الآن على "تحسين ظروف الحياة" في الاراضي الشيشانية التي تسيطر عليها القوات الفيديرالية. وقال إن السكان المدنيين في غروزني يستخدمون حالياً "دروعاً بشرية للارهابيين" وقال "اذا تسنّى لهم الخروج من غروزني فسيجدون في المناطق المحررة حفاوة وستؤمن لهم الظروف المعيشية الجيدة والكهرباء والغاز والوقود والعلاج والتعليم". وأعلن الجنرال فلاديمير شامانوف قائد المحور الغربي في الشيشان ان منطقة باموت التي تعد معقلاً منيعاً للمقاتلين الشيشانيين سقطت في يد قواته. وأورد المكتب الاعلامي للقوات الروسية في القوقاز معلومات عن خلافات بين القادة الشيشانيين في غروزني اذ يميل كل من اصلان مسخادوف ومولود اودغوف الى اللجوء للأساليب السياسية الى جانب المقاومة المسلحة فيما يلح شامل باسايف و"خطاب" على ضرورة اجراء عمليات تفجير واغتيال وخطف كبيرة في المدن الروسية خارج الشيشان. وأعلن امس الجمعة فجأة ان طياراً روسياً اسقطت طائرته في مطلع الشهر الماضي فوق الشيشان ووقع في اسر احد الفصائل عاد الى أحد المواقع الروسية وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية ان اربعة من القادة الميدانيين الشيشانيين في المناطق الشرقية والغربية من الشيشان منها بلدة اوروس مارتان الاستراتيجية، اتصلوا بالقيادات الروسية وعرضوا عليهم التعاون في اخراج "المسلحين" من مناطقهم. على الصعيد الميداني قصفت الطائرات الحربية الروسية المركز الاعلامي في الشيشان وقرى جنوب المنطقة الجبلية امس واستعدت القوات الفيديرالية لاحكام تطويقها غروزني. وتحسباً لهجوم كبير من القوات الروسية عزز الشيشانيون دفاعاتهم داخل وحول العاصمة المحاصرة. وذكرت وكالة "آر. اي. اي" الروسية ان القوات الجوية نفذت 11 طلعة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وقصفت الثوار في قرى تبعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب غروزني. وترددت انباء عن ان القوات الروسية اغلقت طرقا تؤدي الى منطقتي فلاديكافكاز والانغوش المجاورتين الآمنتين نسبياً. وفر حوالي 200 الف شيشاني بالفعل الى المناطق المجاورة. وتركزت الخطط العسكرية الروسية حتى الآن على التقدم في اتجاه العاصمة الشيشانية. وعلى رغم ضعف المقاومة الا انه من المتوقع ان يدافع المقاتلون بضراوة عن غروزني. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن ضباط في موزدوك قولهم ان المقاتلين يعززون دفاعاتهم ويلغمون الطرق والجسور والمباني. ونقلت الوكالة عن مسؤولين روس قولهم ان 15 الف لاجئ عادوا الى مناطق "احتلتها" القوات الروسية.