} حاول الرئيس الروسي بوريس يلتسن تبرئة سمعة قواته العاملة في الشيشان، فيما ابدت حكومته انزعاجاً من اتهامات وجهتها اليها منظمة العفو الدولية بشأن ممارسات الجنود الروس في الشيشان. واعلنت القوات الروسية انها نجحت في قلب موازين القوى لمصلحتها وواصلت تقدمها في غروزني، مستولية على مزيد من الاحياء في المدينة. وابدت رفضها اي حوار مع الرئيس الشيشاني. قال الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس الثلثاء ان "تصرفات العسكريين الروس في شمال القوقاز جعلت مواطنيهم يكنون للجيش احتراماً اكبر". وقارن بين "اخطاء كبيرة" ارتكبت في الماضي وبين "السلوك الذي لا غبار عليه" للجيش في الوقت الحالي. وكان يلتسن قلّد في الكرملين وسام "بطل روسيا" الى عدد من الجنرالات والضباط العاملين في القوقاز . ومن جهة اخرى، نقلت مصادر في وزارة الدفاع الروسية ان يلتسن كلف رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ان ينقل الى قائد "المحور الغربي" للقوات الروسية في شمال القوقاز فلاديمير شامانوف "نصيحة بعدم اطالة اللسان". ويذكر ان شامانوف الذي بدا يتمتع بشعبية واسعة في القوات المسلحة وخارجها، نظراً الى قيادته الناجحة للعمليات في الشيشان وملاحظاته اللاذعة حول قضايا سياسية، حذّر موسكو من مغبة اتخاذ قرار بوقف العمليات العسكرية من دون موافقة قيادة الجيش في القوقاز. وردّ بعنف على اتهامات وجهت الى عناصر تابعة له بارتكاب جرائم قتل المدنيين ونهب المنازل في قرية الخان يورت الشيشانية. وعلى صعيد آخر، اعلنت وزارة الدفاع في موسكو ان وحدات من القوات الروسية والميليشيات الشيشانية المتعاونة معها، استولت خلال اليومين الماضيين على منطقة "ابار النفط القديمة" في الشطر الغربي من غروزني وباتت تسيطر على القسم الاكبر من المدينة. والى ذلك، صرح النائب الاول لرئيس هيئة الاركان العامة الروسية فاليري مانيلوف بان "النواة الصلبة" للمقاتلين الشيشان ستتم ابادتها في الايام المتبقية من هذا العام وستستغرق تصفية فصائل متفرقة من "العصابات" شهرين او ثلاثة. واضاف ان غروزني يمكن "تحريرها" نهائياً في غضون اسبوع، الا ان القيادة العسكرية "ليست مستعجلة حرصاً على ارواح العسكريين والمدنيين". وتابع ان القوات الروسية تمكنت من تقسيم جنوب الشيشان الى منطقتين منعزلتين، وان شامل باسايىف خطاب ومعه معظم القادة الميدانيين، موجودون في جبال جنوب غروزني وهم مضطرون لتغيير اماكنهم مرات عدة في اليوم. وخلافاً لآراء بعض السياسيين الروس الذين يميلون الى التوافق مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف، جدد مانيلوف الذي يعتبر متحدثا رئيسياً باسم القوات المسلحة، رفضها اجراء حوار مع الرئيس الشيشاني ل "وقوعه عملياً في قبضة الارهابيين". ورجح مانيلوف ان تتوصل موسكو الى توافق مع مفتي الشيشان احمد قادر وعدد من المشايخ والاعيان في المنطقة. وعلى صعيد آخر، وصف الناطق باسم الخارجية الروسية فلاديمير رحمنين التقرير الذي نشرته منظمة "العفو الدولية" والذي وردت فيه معلومات حول الاخلال بمبادئ القانون الدولي لجهة معاملة المدنيين، بانه "منحاز الى جانب واحد ويستند الى افادات مغلوطة وروايات مختلقة"، واضاف ان العسكريين الروس مزودون تعليمات صارمة بخصوص المحافظة على ارواح المدنيين وممتلكاتهم وعلى المرافق العامة. واكد ان كل تجاوز موضع تحقيق من قبل النيابة العسكرية".