اعترفت السلطات الروسية على مضض امس ب "نسف منازل وربما قتل مدنيين" في قرية الخان يورت الشيشانية التي سلط الاعلام الغربي الضوء عليها باعتبار انها كانت ساحة لمجازر بشعة نفذت اخيراً. واكدت منظمات دولية لحقوق الانسان وجود صور تدل على التمثيل بجثث القتلى كما اكدت وجود فيلم فيديو التقط سراً يظهر الوزير الروسي المسؤول عن شؤون الشيشان نيكولاي كوشمان لدى زيارته للقرية وهو يعاتب العسكريين على السماح بهذه الانتهاكات. واعلنت موسكو فتح تحقيق رسمي في الامر، فيا بدأت عملية "تمشيط لأحياء غروزني بإلاشتراك مع وحدات روسية خاصة وميليشيات شيشانية موالية لموسكو". وتفاعلت الأزمة بين روسيا وجورجيا بعد وقوع إصابات بين حرس الحدود الجورجيين. وصدرت في موسكو مواقف وتصريحات متناقضة بخصوص أعمال قتل وتخريب وقعت في قرية الخان يورت عند دخول القوات الروسية اليها في مطلع الشهر الحالي. وقال كوشمان الذي يتولى منصب "الممثل العام للحكومة الروسية في الشيشان" بدرجة نائب رئيس وزراء امس ، ان منازل عدة تعرضت للهدم في الخان يورت الواقعة الى الجنوب من غروزني عندما اقتحمتها القوات الروسية. وأضاف ان القيادة العسكرية "استعجلت" السيطرة على القرى التي كان من الممكن اخراج المقاتلين الشيشان منها بأسلوب أقل ضراوة. وتابع ان الوحدات الروسية تكبدت خسائر في العملية، "لانها تجنبت ايقاع ضحايا بين اهالي القرية". وطلب من الصحافيين عدم "الاسراع في الاستنتاجات في انتظار معلومات سيكشف عنها التحقيق". ولاحظ ان مباني عدة منها منزل مالك سعدالله يف "رئيس محكمة الدولة" في الشيشان وهو من الوجوه الشيشانية المتعاونة مع موسكو، هدمه المقاتلون الانفصاليون انتقاماً . اما سيرغي اولينيك السكرتير الصحافي لكوشمان فافاد ان اتفاقاً تم بين ضباط روس وسكان القرية حول دخول الوحدات الروسية سلماً بعد انسحاب المقاتلين، بطلب من اعيان الخان يورت. الا ان العسكريين الروس فوجئوا بإطلاق النار عليهم من المباني السكنية مما اضطرهم للرد على النيران. ومن جهته صرح مالك سعدالله يف لإذاعة "صدى موسكو" الروسية ان عناصر من الكتيبة 15 التابعة لقوات الجنرال فلاديمير شامانوف هي التي ارتكبت أعمال قتل المواطنين ونهب محتويات المنازل في القرية وان احد القتلى هو عقيد سابق في الشرطة السوفياتية من الشيشانيين الذين تعاونوا مع روسيا.