تعهد الرئىس الروسي بوريس يلتسن موصلة العمليات العسكرية في الشيشان حتى "تصفية آخر ارهابي على ارض روسيا"، وطعن في حق الغرب في عرقلة جهود موسكو في "مكافحة الارهاب". وقارن رئىس الوزراء فلاديمير بوتين العمليات الروسية الحالية بالضربات الاميركية على مواقع ارهابية مشتبه فيها، معتبراً ان الزحف العسكري الروسي "فُرض" على موسكو. فيما صرح القائد الميداني الشيشاني شامل باساييف بأن "المجاهدين" لم يدخلوا بعد المعركة الحاسمة مع الروس. وفي نبرة متشددة، قال الرئىس يلتسن في حديث مع الصحافيين "لن نتوقف عن مواصلة الهجوم في الشيشان حتى لا يبقى ارهابي واحد على ارضنا". واضاف انه سيؤكد في قمة منظمة الامن والتعاون في اسطنبول ان "اوساط الغرب لا يحق لها ان توجه اتهامات الى روسيا لانها تعمل على تصفية العصابات الاجرامية من قاطعي رؤوس البشر والارهابيين على اراضيها". اما بوتين فربط بين الهجوم الروسي في شمال القوقاز وبين الضربات الجوية الاميركية على السودان وافغانستان رداً على تفجير سفارتين اميركيتين في افريقيا. واكد في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" اول من امس ان القوات الروسية تحاول تجنب توجيه ضربات مباشرة على المراكز المأهولة في الشيشان، بل تسدد "ضربات دقيقة" على "قواعد الارهابيين" في تكتيك شبّهه بما طبقته القوات الاميركية والاطلسية في عمليتي "عاصفة الصحراء" في العراق و"تصميم القوة" في يوغوسلافيا. وتابع ان الخيار العسكري "فُرض" على موسكو بعد سلسلة من اعمال العدوان والارهاب في القوقاز ومناطق روسية اخرى. واضاف بوتين ان موسكو قد "تنصت" الى بعض شركائها في الغرب ولكن دون المساس بمصالحها. من جهته، حدد اناتولي كفاشنين رئىس هيئة الاركان العامة الروسية نهاية كانون الاول ديسمبر المقبل كموعد لانتهاء العمليات العسكرية "الاساسية" في الشيشان. لكنه لم يستبعد ان تبقى هناك مجموعات مسلحة صغيرة قد يقتضي القضاء عليها مزيداً من الوقت. وفي اشارة واضحة الى ان الحرب الحالية لا تجري وفق اهواء العسكريين، قال ان القوات الروسية تعمل "في اطار" مكافحة الارهاب التي اقرها الرئيس يلتسن. وفي السياق ذاته رجح نيكولاي كوشمان ممثل الحكومة الروسية في الشيشان ان تنتهي الحرب الواسعة الحالية بعد الاستيلاء على مدينتي شالي وارغون الواقعتين في المنطقة الوسطى من الشيشان، من دون ان يشير الى مصير العاصمة غروزني. على صعيد آخر، قال القائد الميداني الشيشاني شامل باساييف ان المجاهدين لم يدخلوا بعد في معركة حاسمة مع القوات الروسية، اذ لم تقع اي مواجهة كبيرة مع الروس لان قيادتهم راهنت على اعمال القصف جواً وبراً وتتهرب من التماس المباشر مع المقاتلين الشيشانيين. وحمل باساييف على "بعض الخونة" من الشيشانيين الذين ساعدوا القوات الروسية على السيطرة على مدينة غوديرميس الاستراتيجية. وشكك في احتمال ان تتمكن قمة اسطنبول المقبلة من اجبار روسيا على ايقاف حربها على الشيشان.