أثار قرار المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية الياكيم روبنشتاين "فحص" الاتهامات التي وجهها صحافي الى الرئيس عيزر وايزمان، علامات استفهام في الشارع الاسرائيلي عن مدى عمق تفشي "الفساد" في المؤسسة الحاكمة. وكانت المسبحة بدأت بآرييه درعي، زعيم أكبر حزب ديني يهودي متزمت، مرورا برئيس الحكومة الاسرائيلية السابق بنيامين نتانياهو وكبار الضباط في جهاز الشرطة الاسرائيلية، ويبدو أنها ستنتهي برأس الهرم السياسي ... بشخص الرئيس "الفخري" للدولة العبرية الذي كان قائدا عسكريا مرموقا في الجو وفي البر. روبنشتاين اتخذ قراره في أعقاب المعلومات التي كشفها الصحافي الاسرائىلي يوآب اسحق عن تحويل المليونير اليهودي الفرنسي ادوارد سروسي نحو نصف مليون دولار لحساب وايزمان الخاص وذلك على مراحل امتدت منذ العام 1988 و 1993. وأوعز روبنشتاين الى أحد الموظفين الحصول على "رواية وايزمان" في هذه القضية. ويبدو أن التناقض بين رواية وايزمان وعائلته من جهة، وما كشفه الصحافي الاسرائيلي من جهة أخرى، حمل الادعاء على عدم تجاهل القضية. فحسب معلومات عائلة وايزمان تم تحويل هذه الاموال "كهدية من صديق حميم" وقدمت لوايزمان لمساعدته في تغطية نفقات علاج ابنه شاؤولي. لكن معلومات الصحافي تقول أنه تواصل تحويل ما تبقى من المبلغ المذكور الى حساب وايزمان وزوجته وابنته حتى بعد وفاة الابن في حادث طرق عام 1991 وأن أي جزء من النصف مليون دولار لم يحول الى حساب الابن قبل وفاته. وكان محامي وايزمان أكد أن الاخير لم يقدم أي امتيازات للمليونير اليهودي كما أن سروسي لم يتلق أي مردود مقابل المبلغ المذكور. مصادر قريبة من الرئيس الاسرائيلي أكدت عدم نيته الاعتزال أو تقديم الاستقالة وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الشارع الاسرائيلي بالتساؤل، ليس عن مدى قانونية طرق صرف الاموال فقط بل عن مدى قانونية تلقي هذه المبالغ من الاموال بينما كان يشغل منصبا عاما لا يسمح له القانون خلاله بتلقي الهدايا. واوضح وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلن من حزب العمل الذي دعم انتخاب وايزمان للمرة الثانية لهذا المنصب أن القانون الاسرائيلي لا يمنع اجراء تحقيق في القضية، لكنه أشار الى أنه لا يمكن توجيه اتهامات ضد الرئيس الاسرائيلي طالما بقي في منصبه. وأعرب عن أمله في ألا يكون هناك أساس لهذه الاتهامات التي يواجهها للمرة الاولى من احتل مثل هذا المنصب الذي يعتبر مفخرة ورمزا للنزاهة في نظر الاسرائيليين، اذ لا يفوز به سوى من كان ماضيه يشرفه.