مع احالة الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان على التحقيق الجنائي في فضيحة رشوة واحتيال، تدخل قضيته فصلاً خطيرا قد يؤذن باقتراب نهاية حياته السياسية، وقد تنعكس على آخرين من قيادات حزب العمل التي تبدو متورطة في الفضيحة. راجع ص 3 وسارع اصدقاء وايزمن، ومنهم وزير العدل يوسي بيلين، الى نصحه ب"أخذ اجازة" حتى انتهاء التحقيق، فيما دعاه مكتب رئاسة الحكومة الى "اتخاذ القرار المناسب"، وذهب وزير الاسكان اليميني اسحق ليفي الى دعوته الى الاستقالة، وسط ذهول الشارع الاسرائيلي الذي بدأ يتساءل عن مصدر هذا الكم من المعلومات في هذه القضية وتوقيت كشفها. والقضية خطيرة، ليس لأن التحقيق الجنائي مع رئيس الدولة يشكل سابقة في تاريخ اسرائيل فحسب، بل لانها قد تورط آخرين، خصوصاً بعد المعلومات التي كشفت. وفي اشارة الى خطورة الوضع، اعلن القائد العام للشرطة الاسرائيلية يهودا فيلك أن "هيئة الشرطة للتحقيق في جرائم الاحتيال" هي الجهة التي ستكلف التحقيق. وكان تحقيق الشرطة في مكتب مدققي حسابات وايزمن كشف أنه تسلم نصف مليون دولار من المليونير وتاجر الاقمشة اليهودي الفرنسي ادوارد سروسي مقابل "خدمات استشارية" وليس "كهدية من صديق قديم"، كما قال. ويشمل التحقيق أيضاً التهرب من دفع مستحقاته الضريبية تحت غطاء تلقي "هدايا"، بالاضافة الى حصوله على ربع مليون دولار اضافي من "صديق". واتهم الصحافي الاسرائيلي يوآب يعقوب، الذي كشف ملابسات هذه القضية، وايزمن بالحصول على 5،3 ملايين دولار عام 1984 من حزب العمل الاسرائيلي، تحديداً من المسؤول المالي للكيبوتسات القرى الزراعية في الحزب في حينه ديفيد بلاس مقابل دعمه تشكيل حكومة وحدة وطنية بزعامة شمعون بيريز. واوضح الصحافي أن وايزمن حصل على هذه الاموال عن طريق شركة لتأجير السيارات، هو في الواقع أحد الشركاء المساهمين فيها. وقيدت في السجلات الرسمية على أنها "قرض". ويشكل هذا الاتهام اذا ثبتت صحته ضربة قاصمة لحزب العمل ويمكن أن يطيح عدداً من زعماء هذا الحزب الذي يترأسه رئيس الحكومة الحالية ايهود باراك الذي تعرض هو الآخر أول من أمس لتحقيق أولي في شأن تورط منظمات في جمع تبرعات لحملته الانتخابية في ايار مايو 1999. من جهة اخرى أكد الصحافي نفسه اف ب ان مليونيراً اسرائيلياً سدد راتب ناطقة باسم رئيس الوزراء العمالي السابق شيمون بيريز. وقال في برنامج تذيعه القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي اليوم السبت ان المليونير شاول ايزنبرغ سدد طوال ستة اشهر راتب اليزا غوري مستشارة بيريز للاتصالات بعد هزيمته في انتخابات 1996 امام مرشح اليمين بنيامين نتانياهو. ونقلت وكالة "عيتيم" التي تمكنت من مشاهدة البرنامج قبل بثه عن الصحافي تأكيده ان هذه التصرفات تنتهك القانون الذي يحظر على الاشخاص او الشركات تقديم هدايا او خدمات لرجال السياسة. وقد توفي ايزنبرغ الذي كان من اغنى رجال الاعمال في اسرائيل، في اذار مارس 1997 خلال زيارة للصين. ونسبت الوكالة الى مكتب بيريز قوله ان غورين عملت فعلاً مرة في الاسبوع لصالح رئيس الوزراء السابق واقر بأن بيريز لم يسدد لها راتباً مقابل هذا العمل، لكنه اكد عدم وجود شيء مخالف للقانون في هذا الامر. وردت غورين من جهتها مؤكدة ان "من حقها ان تقدم بصفة شخصية المساعدة لصديق"".