انتقد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الوزراء البرتغالي انطونيو غوتيراس الذي تسلمت بلاده رئاسة الدورة الجديدة للاتحاد الأوروبي السبت الماضي، وذلك بسبب تصريحات نسبتها اليه وكالة "فرانس برس" الجمعة الماضي قال فيها انه "من غير الممكن عقد القمة الأوروبية - الافريقية خلال الرئاسة البرتغالية للاتحاد الأوروبي تنتهي في تموز/ يوليو المقبل بسبب الخلاف بين الجزائر والمغرب في شأن قضية الصحراء الغربية" وان "القمة لا جدوى منها من دون مشاركة الجزائر التي ترأس منظمة الوحدة الافريقية، والمغرب الذي له عقود شراكة مميزة مع الاتحاد الأوروبي". وقال بوتفليقة، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية منذ تموز الماضي، ان "الصعوبات الموضوعية يمكن تجاوزها"، ودعا الى معالجتها في اطارها وقال: "يجب ان لا نبحث عنها في خلاف جزائري - مغربي مزعوم لا وجود له الا في اذهان اولئك الذين يريدون تغذية العراقيل". وشدد على اهمية "تكفل الشريك الأوروبي بالقضايا الافريقية كما عبرت عنها قمتا رؤساء الدول والحكومات لمنظمة الوحدة الافريقية في واغادوغو في حزيران يونيو 1998 وفي الجزائر العاصمة في تموز 1999". وذكرت الرئاسة الجزائرية للمنظمة الافريقية، في بيان اصدرته مساء أول من امس، ان تصريح ممثل الرئاسة الأوروبية جاء "في وقت تتواصل المحادثات بين منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الأوروبي من اجل توفير الظروف الضرورية لتنظيم قمة منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الأوروبي". وأضاف البيان ان "مشروع القمة الذي وافقت عليه قمتا منظمة الوحدة الافريقية في واغادوغو والجزائر العاصمة يتضمن آلية مكلفة بتحضير تنظيمه وانعقاده، وقد اجتمعت هذه الآلية المؤلفة من ممثلين عن المنظمة الافريقية والاتحاد الأوروبي في هلسنكي في 27 ايلول سبتمبر 1999 وفي الجزائر العاصمة يومي 6 و7 تشرين الثاني نوفمبر الماضي للبحث في جميع الجوانب المتعلقة بتنظيم هذه القمة .... وجرت المحادثات بين الجانبين في جو بناء". وحسب اوساط ديبلوماسية جزائرية فإن تصريح رئيس الوزراء البرتغالي يهدف اساساً الى الضغط على الجزائر لتقديم مزيد من التنازلات لمصلحة تسوية قضية الصحراء الغربية، كما يهدف من جانب آخر الى دفع المنظمة الى مراجعة حساباتها في ما يتعلق بالمغرب الذي علق عضويته في المنظمة الافريقية العام 1984، بسبب اعترافها بجبهة "بوليساريو" واعطاء الصحراء الغربية صفة عضو في المنظمة.