أعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة دعمه لجبهة "بوليساريو" من أجل الاستقلال في الصحراء الغربية، في خطوة قد تطيح كل مساعي التقارب بين الجزائر والمغرب المطالب بسيادته على الصحراء. وكانت هذه القضية، ولا تزال العقبة الأساسية لتطبيع العلاقات بين البلدين ولمعاودة تنشيط اتحاد المغرب العربي الذي يضم، الى البلدين، موريتانيا وتونس وليبيا. ونقلت "وكالة الأنباء الجزائرية" عن بوتفليقة قوله في رسالة الى الأمين العام ل"بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز، انه يؤكد مجدداً موقف بلاده الثابت ودعمها المستمر ل "القضية العادلة لشعب الصحراء" في كفاحه من أجل تقرير المصير والاستقلال التام وفق قرارات الأممالمتحدة واتفاقات هيوستن. ومعلوم ان الموقف الرسمي الجزائري يلتزم تأييد هذه الانتخابات التي تنص على اجراء استفتاء يحدد مصير الصحراء. وهذا ما شدد عليه بوتفليقة، خلال حملة انتخابات الرئاسة التي حملته الى السلطة في 15 نيسان ابريل الماضي. لكن اجراءات الاستفتاء تعثرت مراراً لأسباب شتى. وأعلنت الأممالمتحدة اخيرا ان المغرب و"بوليساريو" وافقا على تنظيمه في تموز يوليو السنة 2000. ويفهم من رسالة بوتفليقة ان الجزائر لن تكون محايدة في هذا الاستفتاء، ما دامت تشدد على دعم "بوليساريو" من اجل الاستقلال. وهذا ما سيثير غضب الرباط، وتالياً سيؤثر في معاودة تنشيط مؤسسات الاتحاد المغاربي. وكانت لجنة المتابعة في الاتحاد عقدت مطلع هذا الأسبوع وفي العاصمة الجزائرية اجتماعاً لتقويم مسيرة الاتحاد والاعداد لاجتماع المجلس الوزاري. وشدد وزراء الدولة المكلفون شؤون الاتحاد في الدول الاعضاء على ضرورة وضع آليات لتنقية الأجواء تمهيداً لقمة مقررة قبل نهاية السنة. لكن الموقف الجزائري الجديد قد يطيح بمثل هذه الآمال، خصوصا ان المغرب لن يتغاضى عن موقف الدعم ل "بوليساريو". من جهة أخرى، سيكون من المستبعد عدم دعوة "بوليساريو" التي تمثل "الجمهورية الصحراوية" في منظمة الوحدة الافريقية، الى حضور القمة المقررة في الجزائر في منتصف تموز يوليو المقبل. وكان المغرب انسحب من المنظمة احتجاجا على عضوية "بوليساريو"، وتالياً من المستبعد ان يحضر قمة الجزائر في ظل هذا الدعم لاستقلال الصحراء. وهذا ما يفوت فرصة ذهبية لاتصالات مباشرة على اعلى المستويات بين المغرب والجزائر على هامش هذه القمة، وامكانات حل للملفات الثنائية الكثيرة العالقة.