رأت أوساط ديبلوماسية في نتائج اجتماع لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي في الجزائرالذي أنهى اعماله اول من امس مؤشراً الى المضي نحو تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي. وقالت هذه الاوساط ل"الحياة" ان التحديات امام البلدان المغاربية على المستوى الداخلي والخارجي "تجعل من خيار التكتل المسار الوحيد الممكن لمواجهة المستقبل"،. واضافت ان موضوع الشراكة "الاورو-متوسطية" من بين الملفات الاساسية التي تستدعي "تنسيقاً متكاملاً بين اطراف الاتحاد لتفعيل الحوار والوصول به الى النتائج المطلوبة". واعتبرت ان الاجواء التي طبعت اجتماع لجنة المتابعة "أظهرت عزيمة مشتركة لتجاوز المشاكل التي تعيق سير الاتحاد المغاربي"، ورأت ان اعادة برمجة اللقاءات القطاعية التي لم يتسن عقدها خلال السنوات الاربع الماضية، والاعداد لاجتماع مجلس وزراء الاتحاد يساعد في امكانية معاودة العمل عبر تنشيط المحاور غير الحكومية واعطاء دفع قوي للقضية المغاربية. وتترقب الاوساط الديبلوماسية ذاتها، ترتيبات اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد في دورته الثامنة خلال الاسبوع الاول من تشرين الاول المقبل في العاصمة الجزائرية، وترى فيه "المؤشر الحقيقي الى مدى استعداد البلدان المغاربية لتجاوز مشاكلها للنهوض بالعمل المغاربي"، خصوصاً ان نتائج الاجتماع الوزاري ستشكل قاعدة للاعداد للدورة السابعة لمجلس رئاسة الاتحاد المقرر قبل نهاية العام الجاري في الجزائر. ولاحظت المصادر ان استضافة الجزائر القمة المقبلة لمنظمة الوحدة الافريقية سيشكل تطوراً بارزاً في مسألة تعاطي المحور المغربي - الجزائري مع عملية الدفع باتحاد المغرب العربي استناداً الى أن النقاش في شأن عضوية جبهة "بوليساريو" داخل المنظمة الافريقية تأجل النظر فيه بعد القمة الاخيرة للمنظمة في واغادوغو. وقالت المصادر ان هذه الدورة ستشكل "محكاً للنيّات الكامنة وراء التصريحات المعلنة عن انعاش هياكل المغرب العربي". واعتبرت ان تحقيق المحور المغربي - الجزائري الانفراج المطلوب هو "الكفيل باعطاء الدفع الحقيقي لمعاودة العمل المغاربي"، لكنها اضافت ان تعاطي الجزائر مع ملف الصحراء تحكمه اعتبارات عدة "وقد تكون الحسابات تغيرت مع تسلم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة السلطة". ولاحظت المصادر ان التطور الاخير في ملف الصحراء مؤشر الى نيات الاطراف المعنية في التقدم نحو إنهاء هذا الملف، في اشارة الى قبول المغرب و جبهة "بوليساريو" حديثاً اقتراحات الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان استئناف اعمال تحديد هوية الاشخاص المتحدرين من اصول صحراوية، والبدء في اعداد ترتيبات الاستفتاء الذي تقرر في 31 تموز يوليو المقبل.