وصل أمس الى الجزائر مسؤول دائرة افريقيا في وزارة الخارجية الليبية السفير عبدالسلام التريكي موفداً من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، لينقل رسالة الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يعتقد أنها تتعلق بالتحضيرات الجارية لعقد قمة منظمة الوحدة الافريقية في الجزائر في تموز يوليو المقبل، ووضع اتحاد المغرب العربي. وفي هذا السياق، علمت "الحياة" ان بوتفليقة يستعد لتكليف مبعوثين خاصين بالسفر الى 35 دولة افريقية وعربية لتسليم الدعوات الرسمية للمشاركة في القمة الافريقية المقررة بين 12 و14 تموز. ومعروف ان المغرب الذي جمّد دوره في اتحاد المغرب العربي عام 1994، يقول انه "غير معني" بالقمة الافريقية في الجزائر. وتربط الرباط دعوتها الى منظمة الوحدة الافريقية - التي انسحبت منها عام 1984 - بسحب هذه المنظمة اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية" التي أسستها جبهة "بوليساريو". كذلك تأخذ الرباط على الجزائر دعمها جبهة "بوليساريو" التي تسعى الى "استقلال" الصحراء الغربية عن المغرب. الى ذلك، وجه الرئيس بوتفليقة أمس رسالة الى أطفال الجزائر بمناسبة "اليوم العالمي للطفل"، ضمنها دعوة الى التسلح بالعلم لمواجهة صعوبات المستقبل، مذكراً بمصادقة الجزائر على الاتفاقات المتعلقة بحقوق الطفل. وقال: "ان من حسن حظ الطفل أن عيده يواكب عيد الأم". ودعا الى إعداد "وثيقة غير رسمية" ورفعها الى القادة الأفارقة بمناسبة اليوم الافريقي للأطفال الذي يحتفل به يوم 13 الجاري. واحتفلت الجزائر أمس بعيد الطفل رسمياً في ولاية سطيف. على صعيد آخر، أنهى أمس خبراء من 35 دولة افريقية اجتماعهم الذي بدأ أول من أمس في فندق الأوراسي في العاصمة، في جلسات مغلقة، بالتصديق على وثيقة من جزئين وثلاثة فصول حول الارهاب ومفاهيمه وطرق وأساليب مكافحته والتعاون والتنسيق بين الدول الافريقية لدرء خطره. وينتظر أن تقدم الوثيقة اليوم الى وزراء العدل الأفارقة والعرب، على أن يتم العمل بالوثيقة بعد رفعها الى الزعماء الأفارقة في قمة منظمة الوحدة الافريقية المقررة في تموز المقبل. وعلى هامش اجتماع الخبراء، قال السيد علي محمد عثمان ياسين وزير العدل السوداني لصحيفة "صوت الأحرار" ان "الأطروحات الاسلامية في السودان هي خطاب داخلي ولا نسعى الى تصديرها الى الخارج". وقال ان بلاده "أفرغت من المتطرفين الذين استقبلتهم وسببوا لها متاعب مع جيرانهم وأشقائهم". وقال ان التعاون الجزائري - السوداني بدأ قبل الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السوداني مصطفى اسماعيل عثمان للجزائر الاسبوع الماضي. وكشف ان بلاده بصدد صياغة مشروع قانون داخلي لمكافحة الارهاب وكيفية التعاون بين الأقطار العربية لمحاربته. واعتبر تسليم الارهابي الدولي "كارلوس" الى فرنسا عام 1994 دليلاً على حسن نية السودان.