ضجيج السيارات، زحام العشوائيات، وصدى صراخ الباعة يملأ المكان، وقطع أثاث متناثرة، وأدوات كهربائية مقلدة، وملابس موتي، وكل شيء يمكن بيعه، هذه ما تشاهدها تتكرر في شكل شبه يومي في «سوق الخردة» بالمدينةالمنورة، إذ تفتقد السوق التي تنشط فيها عملية البيع يوم الجمعة، الرقابة وتمتلئ بالعمالة المخالفة، وكذلك توجد بها عدد من البضائع المسروقة. ويناشد الأهالي المجاورون لموقع السوق الذي يقع خلف جبل أحد على مساحة لا تتجاوز ثمانية آلاف متر مربع، الجهات المسؤولة وعلى رأسها أمانة المدينةالمنورة المسؤولة إدارياً عنها تنظيم السوق أونقلها إلى موقع آخر، إذ يشتكون من الروائح الكريهة الصادرة من تحلية الصرف الصحي المجاور للسوق، إضافة إلى ضيق المساحة، إلا أنه لا أذن صاغية لمناشداتهم. يقول أحد الباعة في سوق الخردة سالم الحربي في حديث إلى «الحياة» إن السوق تفتقد الكثير من شروط السلامة، كما تفتقد التنظيم والرقابة، إضافة إلى ضيق المساحة وعشوائية التنظيم، إذ تقع السوق في منطقة صغيرة جداً، وشوارعها ضيقة جداً، والباعة يتناثرون وسط الشوارع والممرات، كما تفتقد رقابة أمانة المدينة عليها، مطالباً الأمانة بتنظيمها. بدوره، يشير أحد روّاد السوق العم سعد العوفي إلى أنه منذ أعوام والمطالبات قائمة بنقل السوق إلى موقع آخر بسبب ضيق المكان، والعشوائية التي طغت عليها وأصبحت من أكثر سيئاتها، إضافة إلى ما نعاني من الروائح الكريهة المنبعثة من تحلية الصرف الصحي المجاور للسوق، وأيضاً الروائح المنبعثة من سوق الماشية التي تقع شرقها، إلا أن الوضع ما زال كما هو. أما أحد زوّار السوق مسلم الردادي، فيتساءل عن غياب دور المجلس البلدي، وهل عمل المجلس على إجراءات أو مطالبات لإنهاء الوضع الحالي للسوق، ويضيف: «لماذا لا تكون هناك «بسطات» مصرحة وتنظيم يليق بمكانة هذه السوق التي تشهد إقبالاً كبيراً من أهالي المنطقة». بدورهم يشتكي المواطنون من كثرة البضائع المسروقة، وكذلك الازدياد في أعداد البضائع المقلدة، التي تباع بسعر بخس بجودة ضعيفة لا تفيد المستهلك، وأيضاً ملابس الأموات. ويقول أحد الباعة في السوق فهد الحربي إن السوق تفتقد رقابة الأمانة والجهات المسؤولة، إذ تحوي عدداً كبيراً من البضاعة المقلدة، خصوصاً الأدوات الكهربائية منها والتي ربما تعد قنبلة موقوتة لمستخدميها، إضافة إلى الملابس المستعملة التي تعود ملكيتها لأموات ومغاسل يتم بيعها بأسعار رخيصة جداً وربما تنقل العدوى لمستخدميها. مشيراً إلى أن السوق تحوي عدداً من البضائع المسروقة، مثل أنابيب الغاز والأجهزة الكهربائية، مطالباً بضرورة وجود الجهات المعنية بتنظيم السوق والعمل على حماية المستهلك. بدوره، يرى أحد الباعة في السوق محمد الرحيلي أن غياب لجنة السعودة جعل العمالة الوافدة تتحكم بنسبة كبيرة من مبيعات السوق، مما يقلص فرصة العمل لدى السعوديين، معللاً بأن السوق تمتاز بحركة تجارية كبيرة تجعلها مطمعاً للجميع. ... «الشرطة» تؤكد وجودها المستمر في «السوق» أكد المتحدث الأمني لشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام، أن الجهات الأمنية ممثلة بمرور المنطقة والبحث الجنائي ودوريات الأمن موجودة وفي شكل مستمر في السوق، وذلك من أجل الحفاظ على النواحي المرورية منها والأمنية. وأشار العقيد الغنام إلى أنه وبتوجيهات مستمرة من مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عبدالهادي الشهراني هناك وجود أمني مروري خصوصاً في يومي الحراج، كما أن هناك متابعة مستمرة، إضافة إلى وجود رجال التحريات والبحث الجنائي عبر فرق مشكلة من أجل الحفاظ على النواحي الأمنية والمرورية.