يغص سوق الخردة في شمالي المدينةالمنورة بمخالفي أنظمة العمل والإقامة، لا سيما النساء اللاتي يفترشن ساحاته لعرض سلع مجهولة المصدر مثل الملابس والأسمال البالية، ما أثار حفيظة الباعة النظاميين الذين شكوا من جلوس أولئك النسوة على أبواب متاجرهم، ومنع الزبائن من الوصول إليها. ويحمل الباعة في الحراج حزمة من المطالب؛ أبرزها السماح لهم بالبيع في جميع أيام الأسبوع وعدم قصره على يومي الخميس والجمعة، بمظلات تقيهم أشعة الشمس الحارقة. يتمنون تنظيم حركة السير فيه، التي ترتبك خصوصا في إجازة الأسبوع، إضافة إلى تطوير المباسط وتزويدها. طالب شيخ الحراج صالح مصلح المساوي بفتح البيع والشراء طيلة أيام الأسبوع، بعد أن جرى قصره على يومي الخميس والجمعة فقط دون أي مبرر، مشددا على أهمية مساواتهم بباقي الأسواق في المدن الأخرى، خصوصا أن غالبية الباعة في الحراج ليس لديهم أي دخل سوى العمل في السوق، ويعولون أسرا كبيرة. أفاد أن البيع خلال يومين فقط في الأسبوع لا تكفي لتغطية مصاريفهم على مدى أسبوع كامل، ملمحا إلى أن الباعة يطالبون أيضا بتأجير مباسط مزودة بمظلات تقيهم أشعة الشمس الحارقة ليعرضوا بها بضائعهم وفقا للنظام وفي ظروف ملائمة، بدلا من تقديم السلع فوق الأرصفة وعلى المركبات بصورة غير حضارية. إلى ذلك، رأى علي سريحان المطيري أن السوق يفتقد للتنظيم، ملمحا إلى أن حركة المرور تسير فيه بطريقة عشوائية، السوق يفتقد لأي جهة رقابة خلال الإجازات الأسبوعية، ما يسهم في انتشار أكثر من 250 من النساء المخالفات لأنظمة العمل والإقامة يبعن الأواني المنزلية والملابس وأدوات التجميل وألعاب الأطفال vvالمستخدمة والمواد الغذائية المكشوفة ومجهولة المصدر التي تؤثر سلبا على صحة المستهلك، موضحا أن أولئك النسوة يجدن سوقا رائجة لسلعهن من الوافدين خصوصا بانتعاش السوق في الإجازات الأسبوعية. وأكد المطيري أن أولئك الوافدات يجلبن الملابس المستخدمة والأغذية من حاويات الجمعيات الخيرية التي توضع عند المساجد، وبدلا من أن توجه للفقراء والمحتاجين يتاجرن فيها. في حين، شكا يوسف حميد (صاحب أحد المحلات التجارية) من أن البائعات المخالفات أغلقن أبواب محلاتهم ببضائعهن، مشيرا إلى أنهم أصبحوا يجدون صعوبة في التواصل مع زبائنهم. واستغرب حميد متاجرة أولئك النسوة بالملابس والأسمال البالية التي تصدر منها روائح كريهة، وأن تلك السلع القديمة لا يقبل عليها إلا مخالفو أنظمة العمل والإقامة. وقال حميد: أولئك المخالفون يشترون السلع والأثاث المسروق من الحراج، ويعملون على إعادة طلائه وتغيير ملامحه الحقيقية داخل أحواش وبعيدا عن الأنظار، مطالبا بتكثيف الرقابة عليهم ووضع حد لهم. على خط موازٍ، أكد المتحدث الإعلامي في جوازات منطقة المدينةالمنورة المقدم هشام الردادي أن الدوريات الأمنية تجري جولات تفتيشية على السوق لضبط مخالفي نظام الإقامة وتستقبل البلاغات عبر هاتف 992، مبينا أنها تباشر مهام القبض بعد التأكد من صحة المعلومات، مشيرا إلى أنها تشترك مع بعض الجهات المعنية الأخرى في مداهمة السوق عند الحاجة. بينما، بين المتحدث الإعلامي في إدارة مرور المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي أن رجال المرور يعملون على تنظيم حركة سير المركبات داخل السوق وخارجه، لافتا إلى أنهم يكثفون الجهود خلال يومي الخميس والجمعة للتواجد المكثف لمركبات المتسوقين. وأفاد أنهم يعملون على تنظيم حركة السير فيه ومنع الوقوف في الطرقات واتباع اللوحات الإرشادية، وتعاقب كل من يخالف الأنظمة بسحب مركبته.