مئات النساء يجلسن في حراج الخردة، يفترشن الأرصفة وبين الطرقات لبيع الخردوات والمفروشات المستهلكة، يبحثن عن مصدر الرزق كيفما اتفقت الآليات أو اختلفت، يتواجدن بشكل مكثف يوم الجمعة، يملأن الممرات بما ينفع للبيع. يعج حراج الخردة بالمستهلكين المتهافتين على شراء الأثاث المستعمل وأدوات الكهرباء والسباكة والأبواب والملابس حتى وإن كانت «مستعملة». ويقع حراج الخردة في منطقة الخليل بالمدينةالمنورة، يكتظ بالعديد من الجنسيات، التي تحضر إلى هذا المكان للشراء، في ظل انتشار الدوريات الأمنية، والمرور، من أجل تنظيم السير وفك الاختناقات المرورية والحفاظ على الأمن. تتحدث أم محمد تجاور ابنها فتقول: أحضر إلى هنا كل جمعة من أجل بيع بعض الأثاث الذي أقوم بتجميعه أو شرائه بسعر زهيد من الأسر التي أعرفها ويقف معي ابني الذي يساعدني في وضع المبيعات ورفعها، وغالبية المشترين من الحراج هم الوافدون والوافدات. ملابس مستعملة على أحد الأرصفة، تجلس امرأة من صاحبات البشرة السوداء، واضعة أمامها أكوام من الملابس المستهلكة، تعرضها للبيع، بالرغم من اتساخها إلا أن هناك زبائن يرغبون شرائها دون النظر إلى منظرها. لم تكن تلك المرأة الوحيدة التي تمارس بيع الملابس المستعملة، كثيرات هن من يزاولن ممارسة بيع المستعمل من الملابس في حراج الخردة بالخليل، وتقول إحداهن: أبيع الملابس المستعملة بعد تجميعها وبيعها وتؤكد أن هناك الكثير من الراغبين بشراء هذه الملابس. تسوق في الحراج من جانب آخر تحدثت إحدى النساء التي حضرت مع زوجها وأبنائها قائلة: نحضر إلى الحراج أسبوعيا من أجل شراء الملابس أو الأدوات الكهربائية أو الأحذية أو المفروشات حيث إننا انتقلنا إلى منزل جديد ونرغب بتأثيثه، وفق ما يتناسب وما نملكه من مال، لذلك نأتي إلى هنا عصر كل جمعة لأن هناك الكثير من البضائع المختلفة التي يمكن الاستفادة منها. ويؤكد أبو عمر أحد الباعة بأن الزحام يكون خياليا في يوم الجمعة،لأنه اليوم الوحيد والأساسي لإجازة الجميع، خاصة الوافدين والعمال الذين يحضرون مع أسرهم أو بمفردهم بداية من بعد عصر الجمعة إلى المساء، ويقول: تحصل هناك سرقات في بعض الأحيان ونجد هناك بعض البضائع التي تعرض للبيع وتكون مسروقة ومعمم عليها حيث يتم القبض على صاحبها أو الشخص الذي قام ببيعها لصاحب الحراج. من جهته أكد الناطق الإعلامي بشرطة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام بأن حراج الخردة من الأماكن التي تتواجد فيه الدوريات الأمنية بشكل مكثف، وقال: هناك الشرطة التي تحافظ على الأمن ومباشرة الحالات التي يتم ضبطها من السرقات والمخالفات التي تحدث بالحراج، كما يكثر تواجد البحث الجنائي الذي يراقب المسروقات المعمم عنها ويراقب البائعين والبائعات ويقوم بضبط المخالفات والمسروقات أيضا. وأوضح الغنام بأن هناك تواجدا مستمرا للمرور، لتنظيم المركبات، منعا لحدوث زحام شديد يوم الجمعة، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية، ضبطت العديد من البضائع المسروقة وذلك بالتعرف على مواصفاتها التي يتم الإدلاء بها أثناء البلاغ فهناك من يسرقها ويبيعها مباشرة في الحراج، وآخرون يبيعونها على أحد باعة الحراج دون علمه بأنها مسروقة.