قال قيادي لبناني بارز ان سورية لم تعد مستعجلة لاستئناف مفاوضات السلام بينها وبين اسرائيل، في انتظار تلقيها تأكيدات من الجانب الأميركي، تبين استعداد رئيس الحكومة الاسرائىلية ايهود باراك للتسليم بالإنسحاب الكامل من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. ونقل القيادي اللبناني عن أحد كبار المسؤولين السوريين قوله ان سورية "ليست مصرّة على علنية تعهد اسرائىل الانسحاب حتى حدود 4 حزيران، لكنها تريد تأكيدات من الجانب الأميركي والاسرائىلي ان استئناف المفاوضات سيؤدي الى ترسيم الحدود على هذا الأساس، في اجتماعات اللجنة الفنية التي كان تقرّر تشكيلها في اجتماعات شيبردزتاون قبل أسبوعين". وأضاف القيادي "أن لترسيم الحدود أولوية لدى الجانب السوري. فعلى رغم ان وزير الخارجية السورية فاروق الشرع قَبل بمبدأ التزامن في البحث في المواضيع المتعلقة بالحدود وعلاقات السلام العادية والمياه والترتيبات الأمنية. في كل لجنة من اللجان الأربع المعنية بهذه المواضيع، فان المماطلة التي مارسها باراك في شيبردزتاون في شأن اجتماع لجنة ترسيم الحدود دفعت دمشق الى الإصرار على اعطاء الأولوية لهذا العنوان على غيره". وتابع القيادي اللبناني البارز نقلاً عن المسؤول السوري الكبير "ان ما يجعل دمشق تصرّ على أولوية الحصول على التسليم بالإنسحاب الكامل من الجولان، بحسب مفهومها هي، أنها كانت تلقت وعداً من الولاياتالمتحدة بأنها ستحصل على ذلك منذ الجولة الأولى، ولم يتمّ ذلك". وذكر القيادي اللبناني ل"الحياة" أن الرئيس حافظ الأسد أبلغ الرئيس الأميركي بيل كلينتون في آخر اتصال هاتفي بينهما "ان ما عندنا قدّمناه، ويجب ان تتحدثوا، بعد الآن، مع الفريق الآخر". واضاف القيادي اللبناني: "إنتهت المكالمة بقول كلينتون للأسد، أنه سيتحدث الى باراك". وأشار الى أن "هذا ما يجعل الجانب السوري غير مستعجل لاستئناف المفاوضات فهو ينتظر من الجانب الأميركي جواباً عن استعدادات باراك للتسليم بمسألة الحدود، خصوصاً ان حجته أمام واشنطن قوية في هذا الصدد بعدما كانت طالبته بالجلوس الى طاولة المفاوضات للحصول على مطلبه الانسحاب الى حدود 4 حزيران، فتجاوب من دون الحصول على هذا المطلب، خلال جولتين". وكرّر المسؤول السوري الكبير للقيادي اللبناني "ان القضايا المتعلقة بالترتيبات الأمنية والعلاقات ستجد حلاً سريعاً، اذا تمّ التوصل الى حلّ لمسألة الحدود، لأن معظمها بحث فيه، وليس من الصعب معالجة الخلافات في شأنه. فمحطة الإنذار المبكر في جبل الشيخ ستكون باشراف أميركي، ومن دون وجود اسرائيلي على الأراضي السورية، وقد تضمّ مراقبين من دول أخرى منها اليابان، أما مطلب اسرائيل خفض عديد الجيش السوري وانتشاره فليس وارداً لدى دمشق أن تبحث في قضايا تتعلق بسيادتها الوطنية". إلا ان القيادي اللبناني أشار الى أسئلة عدّة مطروحة في دمشق عن أسباب العرقلة التي تواجهها المفاوضات على المسار السوري على رغم التعهّد الأميركي بالليونة الاسرائىلية. ومن هذه الأسئلة: هل استعجل كلينتون التعهّد لأنه كان أخذ وعداً من باراك، أم لأسباب أميركية داخلية، إنتخابية؟ وهل الوضع الداخلي الاسرائىلي هو السبب الذي دفع باراك الى تأجيل تنفيذ وعده لكلينتون، اذا صحّ أنه وَعَدَه، في ما يتعلق بالتسليم بحدود 4 حزيران؟ وهل يهدف ما يُثار في وجه الرئيس الاسرائىلي عيزر وايزمان الآن من تحقيقات وفضائح، الى عرقلة حصول باراك على دعم من المؤسسات الاسرائيلية كافة خصوصاً أن وايزمان من أكثر مؤيدي الانسحاب الكامل من الجولان؟ وهل بات كلينتون أسيراً لرغبته في الإستعجال لأسباب إنتخابية ومراعاته لوضع باراك الداخلي؟