توقف "قطار السوابق" في محطة جديدة أمس الاثنين بترؤس وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت مجلس الأمن الدولي، في جلسة رسمية علنية شارك فيها سبعة رؤساء أفارقة وعشرة وزراء. افتتحت أولبرايت الجلسة بالرد على "وجهة النظر المميزة" للسناتور الجمهوري المحافظ جيسي هيلمز، الذي خاطب مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وقالت: "إن الرئيس الأميركي وحده له حق التحدث باسم الولاياتالمتحدة، هو وإدارته". وتابعت: "فاسمحوا لي اليوم أن أقول نيابة عن الرئيس، إن إدارة كلينتون والأكثرية الأميركية، حسب اقتناعي، تنظران إلى دورنا في العالم وإلى علاقتنا بهذه المنظمة بصورة مختلفة تماماً عن نظرة السناتور هيلمز. فنحن نؤمن بالقيادة مع دول أخرى عند الإمكان، ونحن ندعم بقوة ميثاق الأممالمتحدة وأهدافها. ونحن نحترم قوانين هذه المنظمة التي ساهمنا في كتابتها. ونحن نود تقوية الأممالمتحدة عبر الاصلاح المستمر. ونحن نعترف بمساهماتها، بما يتماشى مع مصلحتنا، نحو عالم آمن وديموقراطي وإنساني". وكان هيلمز هاجم الأممالمتحدة وسجلها وافتراضها ان لها حق السيادة، وهدد بانسحاب الولاياتالمتحدة من المنظمة الدولية إذا لم تأخذ بآراء الأميركيين متحدثاً باسم الشعب الأميركي. وفردت الانتخابات الأميركية شبحها على الأممالمتحدة اثناء الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن إلى جانب بروز المنافسات الشخصية. وتأتي سلسلة السوابق بمبادرة من السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك، الذي يترأس مجلس الأمن للشهر الجاري ويكرس الشهر للقضايا الافريقية، باستثناءات قليلة. وكان هولبروك استهل الشهر بجلسة مخصصة للبحث في أخطار مرض "الايدز" على الأمن والسلم الدوليين، ترأسها نائب الرئيس الأميركي آل غور، ثم عقد جلسة علنية لتبادل الآراء بين السفراء وبين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور هيلمز. وفيما اعترفت أولبرايت لهولبروك "بالاستخدام الخلاق لمجلس الأمن" في معالجة القضايا الافريقية، أشار المراقبون إلى المنافسة الضارية بين الشخصيتين أثناء إدارة كلينتون وربما استعداداً لمناصب أخرى في عهد آل غور إذا فاز في الانتخابات الرئاسية. واجتمعت أولبرايت قبل ترؤس الجلسة بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وبحثا في موضوع الكونغو وكذلك في موضوع العراق، خصوصاً ترشيح رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق "انموفيك" الذي اثار انقسام الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. واستبعدت المصادر حسم مجلس الأمن مسألة الترشيح قبل توجه كل من وزيرة الخارجية الأميركية ووزير خارجية فرنسا إلى موسكو، حيث يتوقع البحث في مسألة الترشيح. وتعمدت اولبرايت لفت انظار الصحافة الى موضوع العراق في اعقاب الجلسة الأولى للمجلس المخصصة للكونغو. وأعربت عن شعورها "بخيبة الأمل الكبيرة" بسبب عدم وفاء مجلس الأمن بالتزامه" بالمصادقة على ترشيح الأمين العام رالف اكيوس رئيساً للجنة "انموفيك". وقالت انه "لأمر مثير للسخرية" ان الدول التي "تحسرت" على اكيوس في عهد سلفه ريتشارد بتلر "لم تستغل فرصة دعمه" عندما برزت الفرصة بترشيح الأمين العام له. وتابعت: وانه "لأمر مثير للسخرية مضاعفاً" ان دول اعضاء في المجلس تجاهلت اهمية دور الأمين العام في موضوع العراق "ولم تحترم الترتيبات" المعنية بمهماته وصلاحياته. وأكدت "اننا ندعم ترشيح الأمين العام لاكيوس الذي "نعتبر انه يمتلك كل الكفاءات" اللازمة للمنصب، "وما يحدث هنا، حيال رالف اكيوس، مثير للسخرية". وأثناء اجابتها عن اسئلة الصحافة، قالت اولبرايت ان الطرفين السوري والاسرائيلي "يتخذان اسلوباً مختلفاً في اطار استئناف المفاوضات" عن ذلك الذي بدأ به. وشددت على ان "التقدم أُحرِز" في شبردزتاون "ونحن في انتظار السوريين لارسال الخبراء" لاعطاء آرائهم بالمسائل المطروحة.