أدلى الناخبون الكروات بأصواتهم أمس الاثنين لاختيار خلف للرئيس الراحل فرانيو توجمان، فيما أكدت المصادر الرسمية ان الانتخابات تمت في أجواء عادية ومن دون حوادث تذكر. وأشارت المصادر نفسها إلى ان الإقبال كان كبيراً على مراكز التصويت تجاوزت نسبته ال70 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 4 ملايين و200 ألف شخص. وجرت المنافسة على منصب رئيس جمهورية كرواتيا بين تسعة مرشحين، ستة منهم ينتمون إلى أحزاب يسارية ويمينية وثلاثة ترشحوا بصفة مستقلين. وحسب الاستطلاعات التي قامت بها وسائل الإعلام أمس لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، فإن ستيبي ميسيتش نائب رئيس الحزب الشعبي واخر رئيس ليوغوسلافيا السابقة جاء في المرتبة الأولى، تلاه ماتي غرانيتش نائب رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي وزير الخارجية في حكومة توجمان، وحل في المرتبة الثالثة دراجان بوديشا رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي ومرشح تحالف الأحزاب المعارضة الرئيسية التي فازت في الانتخابات البرلمانية. لكن هذه الاستطلاعات استبعدت إمكان حصول أي من المرشحين في هذه الجولة على نسبة الخمسين في المئة المطلوبة دستورياً للفوز، ما يتطلب اللجوء إلى جولة ثانية حاسمة تتم في السابع من شباط فبراير المقبل بين المرشحين اللذين يأتيان في المرتبتين الأولى والثانية، من بين الثلاثة الذين وضعتهم الاستطلاعات في المقدمة. ويتفق المراقبون على أن نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية، ستقرر طبيعة النظام السياسي الجديد في كرواتيا في مرحلة ما بعد السنوات العشر التي قادها الرئيس توجمان، إذ في حال فوز ميسيتش أو بوديشا، فإن تغييرات كبيرة ستتم في نهج الحكومة الكرواتية، خصوصاً في مجال العلاقات الخارجية مع منطقة البلقان والدول الغربية. أما إذا بقيت الرئاسة في حوز الاتحاد الديموقراطي غرانيتش، فإن التغييرات ستكون محدودة وضمن إطار الشكليات الديموقراطية. وبخصوص البوسنة - الهرسك، فإن المسلمين البوشناق الذين طالما استاؤوا من موقف زغرب منهم في عهد توجمان، فإنهم يفضلون فوز ستيبي ميسيتش، نظراً إلى مواقفه السابقة المعارضة للسياسة الكرواتية في شأن البوسنة التي أكدها في حملته الانتخابية، مشيراً إلى أنه سيجري تغييراً جذرياً فيها "لتوطيد علاقات المسلمين والكروات وترسيخ عملية السلام في البوسنة حسب اتفاق دايتون".