بعد يوم واحد من قرار قادة الاتحاد الأوروبي ببدء محادثات العضوية مع كرواتيا شريطة تعاون زغرب مع محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، أعرب الرئيس الكرواتي ستيب ميسيتش عن ثقته في أنه سيقود بلاده للعضوية الكاملة في الاتحاد. قيادة لأوروبا قال الرئيس الكرواتي في حديث خاص لوكالة الأنباء الألمانية قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي يسعى فيها للفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات سأكون الرئيس الذي يقود كرواتيا إلى الاتحاد الاوروبي. وتابع ميسيتش : أبلغنا الاتحاد الاوروبي (خلال قمة بروكسل) أنه يتعين علينا التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة،لكنهم لم يقولوا (تحديدا) إننا ملزمون بتسليم جوتوفينا لانه إذا لم يكن جوتوفينا في كرواتيا، فلا يمكننا تسليمه. وأضاف:الذي ينبغي لنا عمله هو تتبع كل خيط ممكن قد يقودنا إلى جوتوفينا كما يجب علينا تتبع خيوط خارج كرواتيا. وفي تلك الحالة، فإنه يتعين على المؤسسات في الدول الاخرى التعاون معنا. وأوضح الرئيس الكرواتي أن التعاون الكامل يعني تتبع تلك الخيوط .. لا يوجد أي سبب يدفعنا (كرواتيا) لحماية جوتوفينا حيث اننا سلمنا جميع المتهمين الآخرين، وإلى جانب قضية جوتوفينا، فإن ثمة شرطا مهما آخر لانضمام كرواتيا لعضوية الاتحاد الاوروبي ألا وهو إصلاح النظام القضائي. وجود ثغرات وأقر ميسيتش بوجود ثغرات في النظام القضائي الكرواتي وأنه لا يلتزم بالمعايير الاوروبية في بعض الحالات مؤكدا أنه يؤيد إصلاح القضاء. وأعرب عن اعتقاده بأن نجاح محادثات العضوية بين بلاده والاتحاد الاوروبي ستكون له تداعيات إيجابية بالنسبة لبقية دول البلقان لان ذلك سيظهر أن أي دولة يمكن أن تخرج من مستنقع الحروب وتتحول للديمقراطية. وأكد ميسيتش الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2000 أنه بذل الكثير من أجل تحول بلاده إلى الديمقراطية. وهو ثاني رئيس للبلاد منذ استقلال كرواتيا عن بلجراد في مطلع التسعينيات. وكانت منظمة العفو الدولية قد انتقدت زغرب بشدة الاثنين الماضي لعدم تقديمها المسئولين عن جرائم الحرب خلال الحرب الكرواتية-الصربية في التسعينيات من القرن الماضي للعدالة. كما قالت المنظمة أن ثمة تحيزا عرقيا في المحاكم الكرواتية مشيرة إلى أن احتمالات إدانة العرقيين الصرب بارتكاب جرائم حرب في كرواتيا تفوق احتمالات إدانة الكروات. وتولى الحكم عقب وفاة فرانيو توديمان، أول رئيس لكرواتيا والذي كان ينظر إليه باعتباره زعيما قوميا مستبدا تسبب حكمه في عزلة البلاد خلال التسعينيات،ويتوقع المراقبون فوز ميسيتش (70 عاما) في الانتخابات الرئاسية، ورغم أن الرئيس لا ينتمي رسميا إلى أي حزب فإن أحزاب المعارضة التي تنتمي لتيار يسار الوسط بما فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي أعلنت أنها تسانده. وتشير أحدث استطلاعات الرأي في كرواتيا إلى أن ميسيتش سيحصل على ما يتراوح بين 50 و56 بالمائة من الأصوات في حين أن منافسته الرئيسية نائبة رئيس الوزراء يادرانكا كوسور-ستفوز بما يتراوح بين 17 و24 بالمائة. يذكر أن كوسور هي مرشحة حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي (يمين وسط) بقيادة رئيس الوزراء الحالي ايفو سانادر.