أثارت زيارة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الأخيرة للبلقان التي دامت ثلاثة أيام وانتهت أمس الاثنين لغطاً، نتيجة سجالها مع الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان. وذكرت معلومات ان الاجتماع الذي دام ساعة بين توجمان واولبرايت انتهى وهما في موقعين متناقضين من دون أي تفاهم على القضايا المطروحة، وصفه المراقبون بپ"حوار الطرشان". وقدمت اولبرايت الى توجمان ما سمته بمطالب الولاياتالمتحدة التي تخص "ترسيخ الديموقراطية وعودة الصرب النازحين الى ديارهم في كرواتيا ودعم عملية السلام في يوغوسلافيا السابقة". وابدت الوزيرة الاميركية اعتراضها على العلاقة القائمة بين زغرب وكروات البوسة على حساب وحدة الأراضي البوسنية، وقالت: "إننا نعتقد ان على كروات البوسنة ان يكونوا قادرين على التصرف بمفردهم ويصبحوا جزءاً من بلدهم ما يمكنهم من المشاركة في تنمية جمهورية البوسنة - الهرسك وتطويرها". ورد توجمان على ما طرحته اولبرايت بأنه لا يمكن اعتبار النظام الكرواتي غير ديموقراطي في الوقت الذي أجرى ثمانية انتخابات تحت رقابة دولية "ما يحتم على الولاياتالمتحدة ان تستمع الى الأدلة التي تقدمها جميع الأطراف وتقرر وجهة نظرها". وأشار توجمان الى ان كرواتيا "سمحت بعودة الكثيرين من الصرب الى ديارهم وتعاونت مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي". ورفض اتهامات اولبرايت بخصوص البوسنة. وقال انه "من غير المقبول ان يطلب منا التعاون في الوقت الذي نواجه محاولات لتعديل اتفاق دايتون بشكل لا يرضى عنه الشعب الكرواتي في البوسنة وكرواتيا". وأشار الى ان الكروات يشعرون بأنهم مهددون في البوسنة وذلك على العكس من الصرب في الجمهورية الصربية البوسنية "إذ لا يسمح للكروات بالتعبير عن مشاعرهم ووجودهم المتميز ورموزهم القومية". واعترض على ما ذكرته اولبرايت انه لا يجوز لكرواتيا التدخل في شؤون البوسنة الداخلية، وقال: "ان من واجب كرواتيا بموجب دستورها الاهتمام بالكروات الذين يقيمون خارج ديارهم". وعبر توجمان عن رغبة كرواتيا بمواصلة تعاونها مع الولاياتالمتحدة، إلا انه قال ان "المشكلة الرئيسية امام هذا التعاون تكمن في البوسنة التي لا تزال أزمتها مستمرة والتي يمكن تسويتها فقط من خلال التطبيق الكامل لاتفاقات دايتون وواشنطن التي وضعت أسس إقامة الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي وحددت علاقة هذا الاتحاد الخاصة بكرواتيا". ويذكر ان اولبرايت كانت دخلت في سجال وخلافات مشابهة مع الرئيس توجمان اثناء زيارتها السابقة لزغرب في 31 أيار مايو من العام الماضي