دعا مختصون أفراد المجتمع إلى ضرورة الحرص على ممارسة أي نشاط رياضي لتجنب مختلف الأمراض، إذ وصفت منظمة الصحة العالمية الخمول البدني ب"التهديد الصامت"، وأوضحت في دراستها أن نحو ثلث البالغين في العالم يعانون من الخمول البدني، وهو رقم آخذ في الارتفاع، إذ لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً، ما يهدد صحتهم البدنية والنفسية، وتفوق نسبة هؤلاء 50% في ست دول عربية. بداية ينصح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، أفراد المجتمع بضرورة تخصيص نصف ساعة يوميًا بما يعادل 150 دقيقة أسبوعيًا لممارسة أي نشاط رياضي ، فالرياضة تحمي الأفراد من مختلف الأمراض وتعزز عمل الدورة الدموية وتبعد الجسم من حالة الخمول والكسل. وتابع: أثبتت العديد من الدراسات أن الخمول يعد عاملاً رئيسياً في زيادة الوزن والسمنة، بينما تزيد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام معدل التمثيل الغذائي لدى الفرد، والذي يساهم في حرق المزيد من السعرات الحرارية ، بجانب زيادة معدل حرق الدهون والحفاظ على كتلة العضلات، وهو أمر ضروري للحفاظ على الوزن. ومضى قائلاً: قلة النشاط البدني يعد سبباً رئيسياً للإصابة بالأمراض المزمنة، وقد ثبت أن ممارسة الرياضة بانتظام يعمل على تحسين حساسية الأنسولين وصحة القلب وتكوين الجسم، كما يمكنها أيضاً خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، فمن فوائد ممارسة الرياضة يومياً منع مرض السكري من النوع 2، بالإضافة إلى الحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، كما يساهم النشاط البدني المنتظم المعتدل في زيادة نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) مع الحفاظ على أو تعويض الزيادات في نسبة الكوليسترول الضار (LDL). من جانبه، يقول الدكتور هدير مصطفى مير استشاري علاج الأورام بالأشعة: بشكل عام الرياضة مهمة في حياة الفرد حتى لو كانت على هئية المشي المتواصل لمدة نصف ساعة يوميًا في اي وقت يختاره الفرد، فالشباب يستطعيون ممارسة كل أنواع الرياضات بينما كبار السن فيفضلون المشي لظروفهم الصحية وعدم تحملهم وقدرتهم على ممارسة الرياضات الصعبة والقوية. وأردف: هناك دراسات عديدة أكدت على أهمية الرياضة في الوقاية من الأمراض السرطانية، إذ اكتشف علماء من الولاياتالمتحدة أن التمارين الرياضية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمعاء، إلى جانب تأثيرها الإيجابي على صحة الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، ووجد خبراء من كلية جونز هوبكنز الطبية أن المواظبة على ممارسة الأنشطة الرياضية تساهم في تحسين صحة الرئتين والقلب والأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمعاء بشكل كبير. ونصح د. مير أفراد المجتمع في ختام حديثه بضرورة اتباع بعض النصائح للوقاية من الإصابة من السرطان ومنها التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، وتجنب التدخين، فهذه الوصايا تسهم في الوقاية من السرطان ، كما أن الحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتناول الفواكه والخضراوات، وممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً، عوامل مهمة للوقاية ، مع ضرورة تجنب التدخين والتدخين السلبي للابتعاد عن خطر الإصابة بالسرطان. إلى ذلك، يتناول المستشار الاجتماعي والصحي طلال محمد الناشري جانب الانعكاسات الاجتماعية والنفسية المترتبة على الرياضة فيقول: لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على الجسد فقط، بل تمتد إلى تحسين الصحة النفسية ، إذ تزيد الرياضة مهما كانت نوعها من مستويات الإندورفين، مما يحسن المزاج، ويقلل من القلق والتوتر عن طريق تحفيز الهرمونات العصبية، مما يحسن المزاج، ويعزز من القدرة على التعامل مع التحديات وظروف الحياة، بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس، كما يساعد النشاط البدني على عمل وتنشيط بعض الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين مما يساهم في الاستقرار النفسي للشخص. ومضى الناشري، قائلاً: أثبتت الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تجعل الفرد أكثر إنتاجية في حياته المهنية والشخصية، إذ تزيد التمارين الرياضية من تدفق الدم الذي يحمل الاوكسجين والمواد المغذية إلى العضلات، وهذا يجعل الشخص أكثر يقظة وحيوية، ومن الناحية الاجتماعية فإنه من خلال ممارسة الرياضة يتواصل الشخص مع زملائه وأصدقائه في بيئة أكثر ترفيهاً، خاصة عندما يكون في مجموعة فإنه يتفاعل اجتماعيًا تلقائيًا، ويصبح نشيطًا ويتغير مزاجه بالكامل، وبالتالي تتعزز العلاقات الشخصية. ويختتم الناشري حديثه، بقوله: هناك فوائد عديدة للرياضة تنعكس على صحة الفرد ومنها تحسين جودة النوم، للحصول على نوم أعمق ولساعات أطول دون قلق أو أرق، تجنب الأفكار السلبية ومنح رؤية جديدة أكثر إيجابية للأمور، وزيادة مستويات الطاقة والنشاط، الشعور بالاسترخاء والهدوء، تعزيز نمو الخلايا العصبية الجديدة في مناطق رئيسية من الدماغ، الوقاية من أمراض القلب، والسكري النمط الثاني، والتهاب المفاصل.