القدس المحتلة - "الحياة" - أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار أمس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك قبل من حيث المبدأ بمطالبة سورية بأن يكون خط 4 حزيران يونيو 1967 أساساً لتخطيط الحدود في المستقبل بين اسرائيل وسورية. وأضافت انه أعطى هذه الموافقة بشرط اجراء "تعديلات طفيفة"، خصوصاً في منطقة بحيرة طبرية. وقالت الصحيفة ان السوريين في المقابل يطالبون باعتبار المناطق التي كانت ضمن مدى الأسلحة السورية عشية حرب حزيران يونيو 1967 - في الخرائط التي ستوضع - أراضي كانت تحت السيطرة السورية، ويترك مثل هذا الخط قسماً من نهر الأردن والجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية تحت سيطرة سورية. وتابعت "يديعوت احرونوت" تقول ان السوريين نقلوا هذا الطلب أول مرة خلال الاتصالات السرية التي اجراها البلدان قبل اعلان الرئيس بيل كلينتون تجديد المفاوضات. "وقاد تلك الاتصالات جزئياً الميجور جنرال احتياط اوري ساغي الذي يرأس الآن الوفد الفني الاسرائيلي الى المحادثات". وزادت ان باراك كان قد أوضح قبل بضعة أشهر انه مستعد بل ويهمه أن يقبل بخطوط 4 حزيران 1967 كأساس للمفاوضات مع سورية. وأوضح باراك ذلك للرئيس كلينتون الذي نقل الرسالة عندئذ الى الرئيس حافظ الأسد في محادثة هاتفية وفي رسالة بعث بها كلينتون اليه في 12 تشرين الأول اكتوبر 1999. وكانت تلك الرسالة، وفقاً لمصادر سورية، أحد العوامل المهمة التي دفعت الرئيس الأسد الى أن يعلن قبل نحو ستة أسابيع انه مستعد للعودة الى طاولة المفاوضات. وقالت ان باراك يفضل التفاوض على أساس خط 4 حزيران غير المحدد المعالم مما يعطي الطرفين هامش مناورة بدلاً من التفاوض على أساس الحدود الدولية التي رسمتها فرنسا وبريطانيا عام 1923. وقضت الصحيفة تقول ان باراك فسر موقفه بالقول انه مقتنع بأن السلام مع سورية لا يمكن تحقيقه ما لم يتلق الأسد وعداً بأن اسرائيل مستعدة لتنفيذ انسحاب كامل من الجولان. كما أن باراك يعتقد أيضاً بأن اسرائيل لن تكون قادرة على تجاهل الوعود المبطنة بهذا المعنى والتي نقلها رئيسا الوزراء اسحق رابين وبنيامين نتانياهو عن طريق مبعوثين اميركيين الى دمشق. وعبر باراك، مثل رابين قبله، عن استعداده لتنفيذ انسحاب كامل من الجولان - مع تعديلات طفيفة، شرط تلبية مطالب اسرائيل المتصلة بترتيبات الأمن وقضايا أخرى. وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت أخيراً ان الجيش الاسرائيلي قام، بناء على طلب من باراك، بوضع خريطة سرية لخط الرابع من حزيران يونيو مستعيناً بصورة جوية وشهادات خبراء. وأكد رئيس الأركان السابق امنون لبكين - شاحاك العضو في فريق التفاوض مع سورية أول من أمس ان رسم خريطة لا يعني ان اسرائيل وافقت على المطالب السورية. وقال شاحاك، الذي يتولى حقيبة السياحة حالياً، "لم تكن هناك أي خريطة تظهر خط الرابع من حزيران يونيو الذي لا يشكل لا حدوداً ولا خط وقف اطلاق نار، كما لا يأخذ في الاعتبار سوى مواقع الجيشين ميدانياً عشية حرب الأيام الستة". وقال شاحاك: "في الواقع ان هذا الخط الذي وجد بين 1948 و1967، تحرك خلال تلك الفترة وهناك خلافات حول ترسيمه مع السوريين".