المفاتيح التقنية للقرن الجديد 21 هي قواعد، أو اصول التعامل في شبكة الانترنت. يُطلق على هذه الاصول اسم "برتوكولات"، وهي تنظم التخاطب بين الأنظمة والشبكات والأجهزة المختلفة التي تجمع بينها الانترنت. كثير من هذه البروتوكولات مطروح الآن، أو في طريقه الى الأسواق... ومن أشهر البروتوكولات المستخدمة حالياً "بروتوكول دائرة البريد" POP وهو يحدد قواعد التراسل الألكتروني، وبروتوكول "هايبرتكست" HTML، أو ما يسمى بالعربية "نص موسوعي"، وهو يحدد تصميم صفحات الشبكة. ويغزو الأسواق بسرعة كبيرة بروتوكول "بلوتوث" Bluetooth الذي ساهمت في تطويره 500 شركة عالمية، بينها "أريكسون" و"نوكيا" و"توشيبا" و"إنتيل" و"آي بي إم". ويقوم "بلوتوث" بتحديد كيفية تبادل الأجهزة والمعدات والرسائل والمعلومات في ما بينها عبر خطوط سلكية ولاسلكية. يتيح "بلوتوث"، على سبيل المثال، وضع الهاتف الجوال داخل الشنطة، أو في غرفة اخرى والاتصال به لاسلكياً بواسطة "زر" مثبت حول الاذن، أو ساعة المعصم. ومن أهم فوائد هذه التقنية إزالة مخاطر الأشعة التي يُعتقد أنها تنبعث من بطاريات الهاتف الجوال وقد تسبب أوراماً خبيثة في الدماغ. ويؤمن "بلوتوث" قريباً الاتصال عبر الهاتف الجوال بالكومبيوتر والطابعة والانترنت وأي معدات رقمية اخرى من مسافة 10 أمتار. بروتوكول آخر مهم سيلعب دوراً كبيراً في قرن الانترنت هو "بروتوكول الاستخدامات اللاسلكية" WAP. يقوم البروتوكول اللاسلكي، الذي يتبناه الاتحاد الدولي للاتصالات، بتأمين الاتصال بين شبكة الانترنت وأجهزة جيب ألكترونية، مثل "المنادي" pager. لكن الجديد في الأجهزة الصغيرة التي تستخدم بروتوكول WAP، هي شاشات عرض المعلومات والرسائل من الانترنت. إنها تضع شبكة الانترنت في الجيب، كما يقال، وتدخلها في جميع مجالات الحياة اليومية للناس، من متابعة آخرالأخبار وعناوين الصحف الرئيسية الى التراسل الألكتروني ومعرفة الأحوال الجوية وحركة المرور وتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية. شركات عدة شرعت بانتاج أجهزة هاتف وكومبيوتر جوالة تعمل بالبروتوكول اللاسلكي، مثل "نوكيا" و"موتورولا" و"أريكسون". كما سارع بعض البنوك الى تقديم مختلف الخدمات للزبائن عبر هذه الأجهزة، بما في ذلك بيع وشراء الأسهم وتحويل المبالغ في أي وقت ومن أي مكان. ويعتبر البروتوكول اللاسلكي المدخل الى التجارة الالكترونية التي يقدر أن تحدث ثورة في الاستهلاكية حول العالم خلال السنتين المقبلتين. لكن كل هذه الخدمات تحتاج الى حل مشاكل اختناق شبكة الانترنت التي يتضاعف حجمها كل ستة شهور. وقد بدأ العمل في إنشاء شبكة انترنت اخرى تحمل اسم "انترنت2". توفر الشبكة الجديدة التي صممتها كبرى شركات الاتصالات والكومبيوتر العالمية سرعة تعادل ألف مرة سرعة الانترنت الحالي. وإذا كانت "الانترنت-2" ليست للجميع فإن تقنيات مضاعفة حمل الأسلاك النحاسية التقليدية توفر الاتصالات السريعة المحلية. يطلق على هذه التقنيات اسم "الخط الرقمي للمشتركين" DSL، وهي تحول أسلاك الهاتف النحاسية الى "أنابيب دسمة للمعطيات" أسرع 30 مرة من أسرع أجهزة المودم الحالية التي تربط الكومبيوتر والهاتف. يعني ذلك توفير منافذ للانترنت لنقل أفلام الفيديو والخدمات التفاعلية كشراء السلع من المنازل واجراء المعاملات المصرفية عبر الانترنت. ويتيح ذلك أيضاً للأسلاك النحاسية حمل البث الاذاعي. وأعظم فائدة طبعاً للتقنية الجديدة أنها لا تحتاج الى حفر الشوارع وإعادة تجهيز أسلاك الاتصالات. تحتوي شبكة الانترنت على 800 مليون صفحة. ويسبب هذا الحجم الهائل من المعلومات "لخبطة" في عرض المعلومات التي تجلبها أدوات التصفح مثل "نيتسكيب" و"إكسبلورر". ولا تستطيع أفضل آلات البحث عن المعلومات في الانترنت مثل "ألتافيستا" تأمين الحصول على أكثر من 34 في المئة مما هو موجود في الانترنت. ستغير هذا الوضع لغة HTML الموسعة، التي يطلق عليها اسم XML. وتساعد التقنية الجديدة على سبيل المثال مقارنة أسعار سلعة معينة في عشرات المخازن حول العالم مهما اختلفت مواقع هذه المخازن على الانترنت. إنها وسيطة التفاهم بين اللغات المختلفة التي تتيح لأجهزة الكومبيوتر التخاطب في ما بينها بسهولة. بروتوكولات اخرى شرعت في اعتمادها المصارف وشركات الاتصالات لتأمين سلامة التعاملات المالية عبر الانترنت، بما في ذلك التحقق من صحة الوثائق والتواقيع الألكترونية والتحويلات المالية. تحول هذه البروتوكولات المنازل الى غرف للعمليات التجارية حول العالم.