بدأ وزير الري الأردني كمال محادين، أمس الاثنين زيارة رسمية لتركيا تستغرق ثلاثة ايام للبحث في امكان شراء كمية من مياه نهر منافجات التركي الذي يصب في البحر المتوسط قرب مدينة انطاليا. والتقى محادين مع وزير الطاقة التركي جمهور ارسومير ثم شاهدا سوياً فيلماً تسجيلياً عن امكانات تركيا المائية واستمعا الى تفاصيل المشروع الذي بدأه الرئيس الراحل تورغوت أوزال على مصب النهر بتكلفة 120 مليون دولار لإقامة محطة تنقية للمياه ومضختين كبيرتين على ميناء المدينة لتزويد السفن مياه النهر ضمن خطة أوزال المعروفة ب"مياه السلام" التي تهدف الى بيع فائض المياه التركية الى الدول العربية المجاورة واسرائيل. وصرح محادين خلال زيارته بأن الأردن واحد من عشر دول هي الأكثر حاجة للماء في العالم وان بحثه عن مصادر جديدة للمياه هو حق مشروع. وأضاف ان "تركيا من أغنى دول المنطقة في المياه وليس غريباً التعاون بينهما في هذا المجال". كما أشار الى ان "بلاده انتظرت حوالى عشر سنوات للخوض في هذا الموضوع، لأن الوقت حان للبحث عن حلول عن مشكلة المياه التي تعاني منها المنطقة". واستشهد بمحادثات السلام التي وصفها بأنها "تسير الآن في مسارها الصحيح"، مؤكداً على ان المياه هي أحد المواضيع المطروحة في المفاوضات. وكان الرئيس سليمان ديميريل عرض فكرة بيع مياه منافجات على الأردن واسرائيل وفلسطين خلال جولته التي شملت المنطقة في تموز يوليو الماضي، كما أكد وزير الطاقة ارسومير ان تركيا تلقت طلباً رسمياً لشراء المياه من اسرائيل ايضاً بالتنسيق مع سلطة الحكم الذاتي. وقال انه في امكان الأردن نقل المياه بحراً الى اسرائيل أولاًَ ومن ثم براً الى الأردن عبر أنبوب بينهما أو نقلها بحراً الى ميناء العقبة ولكن بعد انشاء محطة خاصة لتخزين المياه وضخها من الميناء. وفيما رفض محادين الحديث عن خيار الأردن في نقل المياه قبل الاتفاق نهائياً على المشروع، اشارت مصادر تركية مطلعة الى احتمال اشتراك الأردن والسلطة الفلسطينية واسرائيل في عملية النقل لاقتسام الكلفة الباهظة التي تشكل حوالى 80 في المئة من سعر المتر المكعب من المياه التي تنوي تركيا بيعها. يدور الحديث حول سعر 49 سنتاً اميركياً للمتر المكعب أربعون منها للنقل. اذ عرضت شركة يونانية نقل المياه بواسطة ناقلات عملاقة كتلك التي تنقل البترول. كما أعلنت السلطات التركية انها تستطيع بيع 500 ألف طن يومياً من مياه منافجات نصفها مياه نقية ونصفها من مياه النهر مباشرة. واكد وزير الطاقة ارسومير ان تركيا تدعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط وكرر ان بلاده "على استعداد للمشاركة في المسيرة من خلال بيع المياه لدول المنطقة حتى نتجنب مستقبلاً اندلاع حرب حول المياه". مشيراً الى ان "المنطقة مشرفة على أزمة جفاف حادة بعد 15 الى 20 عاماً". وأضاف ان المشروع يمكن ان يشمل ليبيا ومالطا وقبرص ايضاً وانه منفصل "عن مشروع آخر لنقل مياه نهري سيحون وجيحون التركيين عبر انابيب الى دول الخليج والأردن وسورية ولبنان واسرائيل، وهي الفكرة التي عرضها الرئيس السابق أوزال". وأشار ارسومير الى ان الفكرة لا تزال مطروحة حتى الآن. ومن المتوقع ان يزور وزير الري الأردني محطة منافجات اليوم وغداً فيما سيتبعه بعد ذلك نائب قائد الأركان الاسرائيلي يوري دايان الذي يصادف وجوده حالياً في أنقرة.