موسكو، إسلام آباد - "الحياة" بدأت العمليات العسكرية في الشيشان تثير قلقاً متزايداً في روسيا، اذ كشفت "لجنة امهات الجنود" امس ان ما يزيد عن ثلاثة الاف منهم قتلوا، واصيب ستة آلاف آخرون في الحرب الدائرة منذ مطلع العام. وأكد الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان القوات الروسية "تتكبد خسائر كبيرة" وان "كل حقوق الانسان تنتهك في الشيشان". وفي الوقت نفسه، أدت التطورات الاخيرة في حرب الشيشان الى تأزم العلاقات بين روسيا وكل من الولاياتالمتحدة واوروبا، فيما بدأت تركيا تحركاً طموحاً يستهدف الحد من الهيمنة الروسية في القوقاز وآسيا الوسطى. راجع ص 8 واتهم وزير الخارجية ايغور ايفانوف واشنطن ب"دعم الارهابيين" لاستقبالها وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف. كما أجرى ايفانوف محادثات "صعبة" مع رئيس المجلس الوزاري الاوروبي ديفيد اتوريوس الذي اتهم روسيا بانتهاك التزاماتها كعضو في المجلس واستخدام القوة "في صورة عشوائية غير متكافئة" في الشيشان. وطلب من موسكو وقف العمليات الحربية التي "تثير قلقاً واسعاً في العالم". ووصل الرئيس التركي سليمان ديميريل الى جورجيا في مسعى لإطلاق تحرك ديبلوماسي واسع، قالت مصادر مطلعة في انقرة انه يستهدف ابعاد الهيمنة الروسية عن القوقاز وآسيا الوسطى واستعادة تركيا دورها الاقليمي هناك، تنفيذاً لتفاهم مبدئي مع واشنطن على ترتيب الاوضاع في المنطقة بشكل يضمن مصالح الشركات الاميركية في مد خط انابيب النفط والغاز من بحر قزوين الى الموانىء التركية. وأكد ديميريل امس ان بلاده لن تسمح بامتداد العنف والقلاقل الى القوقاز وآسيا الوسطى، معبراً بذلك عن مخاوف عدد كبير من دول المنطقة من محاولة روسيا توتير الوضع عسكرياً، لاحباط المشروع وابداله بآخر تستفيد منه. وتكتسب زيارة ديميريل لجورجيا اهمية متزايدة مع توقيعه اتفاقاً للتدريب العسكري المشترك بين البلدين، يكون مقدمة لاتفاقات مع دول اخرى في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع حلف شمال الاطلسي. وترافق ذلك مع توتر غير مسبوق بين موسكو وإسلام آباد التي ردت بشدة على اتهامات روسية رسمية مفادها ان "الاسلاميين الذين يتخذون من باكستان قاعدة لهم متورطون في الحرب الانفصالية التي يخوضها المقاتلون الشيشان". وأفادت الخارجية الباكستانية في بيان "ان وزارة الخارجية في روسيا التي يشجبها المجتمع الدولي بسبب استخدامها الوحشي للقوة ضد الشعب الشيشاني، اختصت باكستان بتوجيه النقد لها. وهذا أمر يؤسف له".