قطعت القوات الروسية الطريق الاستراتيجي قرب الحدود بين الشيشان وجورجيا وبدأت عملية تصفية المقاومة في الجزء الجبلي من الشيشان، فيما حذر سياسي روسي بارز من خطر "انهيار البنية السياسية الروسية" في حال نكسة عسكرية في الشيشان. فيما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية رويترز ان واشنطن لا تفكر في فرض عقوبات على روسيا في الوقت الحاضر. وأعلن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين امس الجمعة ان القوات الفيديرالية قامت بعملية انزال جوي كبيرة في جنوب الشيشان وسيطرت على الطريق المؤدية الى بلدة شاتيلي الحدودية الجورجية، وأضاف ان المقاتلين الشيشانيين في موقع الإنزال قد "أبيدوا"، وبعضهم تفرق في المنطقة. واعتبر خبراء عسكريون في موسكو ان هذه العملية قد تغير مسار الحرب الحالية في الشيشان، خصوصاً ان الفصائل الشيشانية في غروزني تعاني من نقص في الذخيرة والمواد التموينية منذ فترة. وصرح قائد المحور الشرقي للقوات الروسية غينادي تروشيف ان قواته باشرت بتنفيذ "الشق الثاني" من المرحلة الثالثة ل"عملية مكافحة الارهاب" ويقضي ب"تصفية العصابات" في الجزء الجبلي من الشيشان باعدادها الضربة على مواقع المقاتلين في أقضية فيدينو وشاتوي ونوجاي - يورث". وأفادت مصادر عسكرية روسية في داغستان ان وحدات اضافية ارسلت الى منطقة الحدود الفاصلة بين داغستان والشيشان. وما زالت حقيقة المعركة التي دارت قبل ثلاثة ايام وسط غروزني غير واضحة، الا ان وكالة "انترفاكس" الروسية نقلت عن "مصادر غير رسمية" ان فصيل استطلاع روسي على متن ثماني دبابات وناقلات جند أُرسل الى وسط غروزني الا انه ضلّ طريقه فحوصر من مئات المقاتلين اضطر الى الانسحاب بعدما خسر نصف آلياته وحوالى عشرة من عناصره قتلى ما عدا الجرحى. اما صحيفة "سيغودينا" الواسعة الاطلاع فأشارت الى ان ارسال هذا الفصيل تم عمداً في سياق تحركات يقوم بها عدد من الجنرالات الروس الذين ازعجتهم انباء عن عقد مفاوضات محتملة بين اصلان مسخادوف ومسؤولين روس قد يكون بينهم سيرغي شويغو وزير شؤون الطوارئ الروسي الموجود في المنطقة لمعالجة شؤون النازحين وتخوفهم من وساطة أوروبية لايقاف الحرب. ومن جهته استبعد شويغو اجراء مفاوضات سياسية مع اصلان مسخادوف وأكد ان "خاسافيورت ثانية غير واردة، مشيراً الى اتفاق خاسافيورت الذي ابرم في هذه البلدة الداغستانية سنة 1996 ونص على انهاء الحرب وسحب القوات من الشيشان". وعلى صعيد آخر، حذر غريغوري بافليسنكي زعيم كتلة "يابلوكو" الليبرالي من مخاطر انهيار "البنية السياسية" في روسيا في حال حدوث نكسة عسكرية في القوقاز الا ان هذه التركيبة مبنية على نجاحات حالية في الحرب الشيشانية. وانتقد نهج السلطة الروسية في استغلال الحملة الشيشانية لأغراض انتخابية وتأجج النعرات "الشوفينية" والقومية المتطرفة في روسيا. من جهة اخرى، أعلنت، وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت أمس ان الولاياتالمتحدة ترغب بالتوصل الى وقف اطلاق نار وحل سياسي في الشيشان لكنها لا تفكر في الوقت الحاضر في فرض عقوبات معينة على موسكو.