نجح المقاتلون الشيشان, في تكتيك اعتمدوه اخيراً وهو استفزاز الروس، بتوجيه ضربات اليهم واحتلال مواقع لفترة محدودة ثم الانسحاب منها. وكان هذا التكتيك امن لهم الانتصار في الحرب السابقة 1995-1996. راجع ص 8 وانعكس ذلك في التصريحات الغاضبة للمسؤولين الروس، اذ قال قائد العملية الروسية في القوقاز الجنرال فيكتور كازانتسيف ان قواته "لن ترحم الشيشان"، فيما قال وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان الهجوم "سيستأنف بكل قوة... بعد الهجوم الخائن الوضيع" للمقاتلين الشيشان.وتابع ان القوات الروسية التزمت قرار وقف العمليات لمناسبة عيد الفطر الا ان الشيشانيين خرقوا الهدنة "فبرهنوا انهم بلا جذور وبلا دين وانهم مجرد قُطّاع طرق". ومعلوم ان تلك "الهدنة" غير متفق عليها بل اعلنتها موسكو في صورة غامضة. وذكرت انها تشمل العمليات في غروزني فقط، بينما شن الشيشانيون هجماتهم خارج العاصمة. واتهم الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين الشيشان بخرق هدنة اعلنت عنها روسيا من جانب واحد. وقال ان هجومهم "لم يدخل تغييراً مبدئياً" على الوضع، علماً ان الروس كانوا اعلنوا وقف العمليات في غروزني وحدها. وفي المقابل، قال الناطق باسم الشيشان مولادي اودوغوف ان مقاتليهم نجحوا في تغيير استراتيجيتهم وباتوا يركزون على اسلوب الكر والفر مع تجنب المواجهات المباشرة مع القوات الروسية التي تتمتع بقوة ضاربة0 واضاف اودوغوف: "سنضرب مواقعهم الروس بلا توقف في كل انحاء الشيشان واحداً تلو الآخر من دون ان نترك لهم فرصة لالتقاط الانفاس". وافاد احد مراسلي "فرانس برس" الذي عبر غرب الشيشان ومنطقة الخان-قلعة، ان الروس يسيطرون على محاور الطرق الرئيسية ولكن خلال النهار فقط