سارع مسؤولون روس الى نفي انباء عن وقوع معركة دامية في غروزني قتلوا فيها حسب تقديرات وكالة "رويترز" مئة جندي روسي وحسب تقديرات شيشانية بين 300 و350 جندياً. وأنهى رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جولته في شمال القوقاز من دون عقد لقاء مع الرئيس اصلان مسخادوف، فيما حملت الخارجية الروسية بشدة على بيان مجلس الحلف الأطلسي حول الشيشان. وحذرت زعماء روس من أخطار الحرب في القوقاز على المسيرة الديموقراطية. وتوالى أمس سيل من تصريحات المسؤولين العسكريين والأمنيين الروس الذين نفوا ما تناقلته وسائل الاعلام الغربية عن وقوع معركة كبيرة وسط غروزني أسفرت عن خسائر روسية فادحة، وصرح المارشال وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان الرواية عن معركة غروزني "استفزاز اعلامي". واتهم الكسندر زوانوفيتش مسؤول العلاقات العامة في هيئة وزارة الأمن الروسية القيادة الشيشانية ب"اختلاق أكاذيب لتأليب الرأي العام على الحكومة عشية الانتخابات البرلمانية إلا أنه لم يستبعد حدوث اشتباك محدود في سياق عملية "الاستطلاع القتالي"، وأضاف ان كون غالبية مراسلي الوكالات الغربية في غروزني من الشيشانيين يجعلهم يأتمرون بتوجيهات القادة الميدانيين والاستخبارات الشيشانية. وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مراسلتها في غروزني ان الجيش الروسي حاول التقدم داخل العاصمة الشيشانية فوقع في مكمن نصبه المقاتلون ودارت معركة عنيفة بين الطرفين قتل فيها 100 جندي، وأنها شاهدت جثثهم، بعدما هاجم المقاتلون طابوراً مدرعاً قدم الى غروزني من الشرق وكاد أن يصل الى وسط المدينة. وأعلن مولدي اودوغوف، وهو مسؤول شيشاني رفيع المستوى أ ف ب أن المعارك التي شهدتها غروزني مساء الاربعاء اسفرت عن "قتل بين 300 و350 جندياً روسياً". وأعلن اودوغوف العضو في لجنة الدفاع وهي أعلى هيئة عسكرية في الشيشان "انه من المستحيل احصاء عدد الجنود الروس الذين قتلوا بدقة لأن المعارك العنيفة مستمرة شرق غروزني وغربها وشمالها". وأضاف ان القوات الروسية كانت تحاول بعد ظهر أمس التقدم نحو وسط العاصمة انطلاقاً من مواقعها في حي خانقالا شرق العاصمة وحي تاروبرومسيلوفسكي غرب وبالقرب من مطار سيفيرني خمسة كلم شمال وسط العاصمة. وعلى صعيد آخر أنهى مندوب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كنوت فوليباك جولته القوقازية من دون أن يلتقي مسخادوف. وقال مصدر مطلع في مركز قيادة القوات الروسية في القوقاز ان السلطات الروسية لم تكن تعترض على اللقاء، إلا أن المسؤول الأوروبي لم يطمئن الى الضمانات المتعلقة بسلامته والتي عرضتها القيادة الشياشانية. واصر فوليباك في حديثه الى الصحافيين أمس على ان منظمة الأمن والتعاون قادرة على أداء دور أوسع في حل القضية الشيشانية، ولكنه أضاف ان وجهة نظر موسكو لهذا الدور مختلفة في نواح عدة. وشجبت وزارة الخارجية الروسية في تصريحها البيان الذي أصدره المجلس الوزاري للحلف الأطلسي حول احداث شمال القوقاز ووصفت صيغته ب"الوقحة والمنافية للأخلاق والمرفوضة من حيث المضمون" وأعاد التصريح الى الاذهان العملية الأطلسية في البلقان واتهم الأطلسي ب"النفاق". وفي تطور آخر، برزت في موسكو أصوات تحذر من التأثير السلبي للحرب الشيشانية على مستقبل روسيا. وتنبأ سيرغي كوفاليوف احد ابرز المدافعين عن حقوق الانسان في روسيا في مقال نشرته صحيفة "روسكايا غازيتا" بتأثيرات خطيرة للحرب الشيشانية في آفاق التطور الديموقراطي في البلاد وانها تخلق في المجتمع الروسي اجواء "الاجماع الوطني المصطنع" والبحث عن اعداء واتهام دعاة السلام والحرية بالعمالة وتحول كلمة الديموقراطية الى شتيمة على السنة غالبية الروس. وفي السياق نفسه صرح اميل بايف المستشار السابق للرئيس يلتسن لشؤون القوميات في ندوة دولية حول ابعاد الحرب الحالية امس ان الحرب الشيشانية الجديدة "بدأت تضرب بؤراً ناشئة للديموقراطية في روسيا" وان "العمليات العسكرية الحالية لن تقضي على الارهابيين بل ستفرّخ المزيد منهم".