في ظل الثورة الرقمية المتسارعة التي يشهدها العالم، باتت منصات التواصل الاجتماعي منبراً قوياً للتأثير والتغيير، حيث أفرزت جيلاً جديداً من النساء السعوديات اللواتي استطعن تجاوز الحدود التقليدية وإعادة تشكيل الصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع، لم يعد التأثير مقتصراً على المجالات المعتادة، بل امتد ليشمل مجالات حيوية مثل الرياضة، الطيران، العلوم، وريادة الأعمال، مما يعكس تحولاً جذرياً في المشهد الاجتماعي والاقتصادي للمملكة. لقد برزت سعوديات استطعن استغلال هذه المنصات ليس فقط لتحقيق الشهرة، بل أيضاً لإيصال رسائل هادفة، ودعم قضايا تمكين المرأة، وإحداث فرق ملموس في مجالاتهن، من خلال هذا التقرير، نسلط الضوء على بعض الأسماء البارزة اللواتي صنعن بصمة واضحة، وألهمن جيلاً جديداً من الفتيات السعوديات للسير بخطى واثقة نحو تحقيق طموحاتهن. رائدة في عالم السيارات في مجتمع كان قيادة المرأة للسيارة فيه حلماً لسنوات، لم تكتفِ أسيل الحمد بأن تكون من أوائل السعوديات اللواتي حصلن على رخصة القيادة، بل اقتحمت مضمار سباقات السيارات، لتصبح أول سعودية تنضم إلى الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، لكنها تمكنت من تحقيق مكانتها بفضل شغفها ودراستها لهندسة التصميم الداخلي، ما منحها فهماً أعمق لعالم السيارات، تشارك أسيل محتوى ملهما على منصات التواصل، حيث تسعى إلى تمكين الفتيات وتشجيعهن على دخول هذا المجال بثقة، إلى جانب تقديمها نصائح حول السلامة المرورية وقيادة السيارات الرياضية. طموح يحلق إلى الفضاء حين نتحدث عن النساء السعوديات في مجال العلوم والهندسة، لا يمكن إغفال مشاعل الشميمري، أول مهندسة طيران سعودية، والتي بدأت مسيرتها في وكالة ناسا وهي في الثانية والعشرين من عمرها، لم تكتفِ مشاعل بالعمل في مجال هندسة الطيران، بل أسست شركتها الخاصة في تطوير أنظمة الدفع الصاروخي، وأصبحت سفيرة ملهمة للمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، تحرص على مشاركة متابعيها عبر وسائل التواصل تفاصيل رحلتها الملهمة، والتحديات التي واجهتها في بيئة يسيطر عليها الرجال، مؤكدةً أن الطموح والإصرار قادران على فتح الأبواب المغلقة أمام المرأة السعودية. أيقونة الموضة السعودية في عالم الأزياء، برزت العنود بدر كواحدة من أكثر النساء تأثيراً، حيث لم تكتفِ بكونها مدونة موضة، بل استطاعت أن تؤسس علامتها التجارية الخاصة "ليدي فوزازا"، التي أصبحت محط أنظار عاشقات الأناقة في الخليج والعالم العربي، تتميز العنود بأسلوبها العصري والراقي، ما جعلها وجهاً إعلانياً للعديد من العلامات التجارية العالمية، كما شاركت في فعاليات أسبوع الموضة في باريس وميلانو، عبر حساباتها على وسائل التواصل، تقدم العنود نصائح عملية لمتابعاتها، حول تنسيق الأزياء بأسلوب يجمع بين الأناقة والراحة، مما جعلها مصدر إلهام للكثيرات. عارضة أزياء سعودية عالمية في مجال لم يكن مألوفاً للمرأة السعودية، تمكنت تليدة تمر من أن تصبح أول عارضة أزياء سعودية تخترق المنصات العالمية، حيث شاركت في عروض أسبوع الموضة في باريس وميلانو، وظهرت على أغلفة أشهر المجلات مثل Vogue وHarper's Bazaar. نشأت تليدة في بيئة تجمع بين الثقافتين السعودية والإيطالية، مما أكسبها منظوراً فريداً ساعدها في تحقيق شهرتها العالمية، رغم الانتقادات التي واجهتها، أصرت على المضي قدماً، مؤكدةً أن المرأة السعودية قادرة على المنافسة في أي مجال تختاره. بين الموضة وريادة الأعمال ليست مجرد مدونة موضة، بل نموذج للمرأة متعددة المواهب، تمارا القباني حصلت على شهادة في إدارة الأعمال من لندن، ثم انتقلت إلى عالم الإعلام والموضة، حيث قدمت برامج تلفزيونية متخصصة في الأزياء، قبل أن تطلق علامتها الخاصة. بفضل ذكائها التجاري، نجحت في بناء هوية قوية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقدم محتوى يجمع بين الأناقة، إدارة الأعمال، والتنمية الذاتية. تم اختيارها ضمن قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة في الإمارات، مما يعكس مكانتها كواحدة من أبرز المؤثرات في المنطقة. الحس الفني في عالم الموضة من لوس أنجلوس، برزت سوسن القاضي كمدونة موضة سعودية تتمتع بلمسة فنية فريدة، جعلتها من الأسماء الأكثر متابعة في عالم الأزياء، استطاعت سوسن المزج بين الأناقة العصرية والتراث الشرقي، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة تضم أكثر من 200 ألف متابع من مختلف أنحاء العالم، تقدم محتوى إبداعياً يتضمن نصائح حول تنسيق الأزياء بطريقة غير تقليدية، إضافة إلى تسليطها الضوء على أبرز صيحات الموضة العالمية، ما جعلها اسماً لامعاً في هذا المجال. من مواجهة التنمر إلى العالمية في مجتمع اعتاد معايير جمال محددة، برزت عبير سندر كعارضة أزياء سعودية كسرت الحواجز النمطية، وواجهت التنمر بسبب لون بشرتها بشجاعة، لتصبح اليوم وجهاً إعلانياً للعديد من العلامات التجارية الكبرى، تمتلك عبير حضوراً قوياً على وسائل التواصل، حيث تشارك متابعيها تفاصيل حياتها وتجاربها، مركزةً على قضايا الثقة بالنفس، تقبل الذات، وتمكين المرأة. بفضل شخصيتها القوية ورسالتها الإيجابية، نجحت في كسب قاعدة جماهيرية كبيرة، وأصبحت واحدة من أكثر الشخصيات النسائية إلهاماً في السعودية. واقع جديد للمرأة السعودية لم يعد تأثير هؤلاء النساء مقتصراً على مجالاتهن الخاصة، بل أصبح لهن دور في إعادة رسم صورة المرأة السعودية أمام العالم، من خلال قصص نجاحهن، أثبتن أن المرأة السعودية قادرة على المنافسة في مجالات متعددة، وأن القيود المجتمعية ليست سوى تحديات يمكن تجاوزها بالإصرار والعمل الجاد، في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة، بات لوسائل التواصل الاجتماعي دور محوري في إيصال أصوات النساء، وتسليط الضوء على إنجازاتهن التي كانت مغيبة عن المشهد الإعلامي التقليدي. يبقى السؤال الأهم: كيف ستسهم هذه الموجة الجديدة من المؤثرات السعوديات في رسم ملامح المستقبل للجيل المقبل؟ العنود بدر أسيل الحمد سوسن القاضي تمارا القباني تيلدا تمر مشاعل الشميمري