ستراسبورغ، انقرة - أ ف ب - تقدمت قبرص بشكوى ضد تركيا الى المحكمة الاوروبية واتهمتها بانتهاك حقوق الانسان في الجزيرة منذ 1974. وستحدد المحكمة موعداً للنظر في هذه القضية. وهذه رابع شكوى ترفعها قبرص ضد تركيا منذ غزى الجيش التركي شمال الجزيرة صيف 1974، حسبما جاء في بيان صادر عن المحكمة، الا ان الشكاوى الثلاث الاخرى لم ترفع الى المحكمة قدمت في 1974 و1975 و1977 اذ ان صلاحيتها لم تكن تشمل بعد تركيا. وتدّعي الحكومة القبرصية اليونانية ان تركيا أسرت 1619 شخصاً في 1974 يعتبرون مفقودين، وترفض السماح لنحو 170 ألف قبرصي يوناني بالعودة الى ديارهم في الشمال واستولت على مملتكاتهم، كما نددت بتفريق العائلات وغياب تنظيم انتخابات حرة في شمال الجزيرة. ولاحظت اللجنة الاوروبية لحقوق الانسان المكلفة النظر في الملف ان الاتهامات القبرصية تقوم على وقائع وذلك بعدما استمعت الى اعترافات عدد من الشهود امس. وكشفت اللجنة عن معاملات غير انسانية او مهينة بإطالة فترات الاعتقال او سوء معاملة قبارصة يونانيين. وسجلت رفضاً للسماح للاشخاص بالعودة الى ديارهم والانضمام الى عائلاتهم في شمال قبرص، والاعتداء على الحرية الدينية والفكرية. واضافت اللجنة انه ليس هناك اي قاعدة تسمح بتسوية ودية. وكانت اكدت في تقريرين سابقين في 1976 و1983 المساس بحقوق الانسان. وعلى المحكمة ان تتخذ قراراً نهاية ايلول سبتمبر الجاري لتحديد الجهة التي تنظر في القضية. هل هي المحكمة الكبرى المؤلفة من 17 قاضياً ينظرون عادة في الملفات الحساسة ام محكمة اخرى. وينتظر صدور القرار باهتمام خصوصاً ان المحكمة حكمت على تركيا في 1998 بدفع اكثر من 640 الف دولار لمواطنة قبرصية يونانية تدعى تيتينا لويزيدو رفعت دعوى لأن ممتلكاتها الواقعة في القسم التركي من الجزيرة انتُزعت منها. وعلى رغم الطابع الملزم لأحكام المحكمة لم تنفذ تركيا القرار بعد. يذكر ان قبرص مقسّمة الى قطاعين، تركي في الشمال ويوناني في الجنوب منذ 1974 اثر انقلاب في نيقوسيا لإلحاق الجزيرة باليونان. الى ذلك، طلب زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش في مقابلة مع شبكة "ان تي في" التركية امس من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الا يدعوه الى الاجتماع مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس ل "مجرد الاجتماع". واضاف: "يجب الا يدعونا انان من اجل لا شيء. سبق واعلنت اني لن اشارك في اي مفاوضات مع كليريديس طالما لسنا على المستوى القانوني ذاته". وقال دنكطاش الذي يقوم حالياً بزيارة للولايات المتحدة لاجراء محادثات مع مسؤولين اميركيين ومن الاممالمتحدة: "اذ لم اشارك في المفاوضات فهل سيقررون عقوبات جديدة ضد جمهورية شمال قبرص التركية؟ اعلنت عام 1983 ولم يعترف بها احد سوى انقرة. نحن نعيش منذ عقود عدة تحت نظام عقوبات". يذكر ان مجلس الامن طلب من الامين العام للامم المتحدة في حزيران يونيو الماضي دعوة زعماء المجموعتين الى اجراء مفاوضات من دون شروط الخريف المقبل. ويطالب دنكطاش مسبقاً بالاعتراف الدولي بجمهورية شمال قبرص التركية، ويقترح انطلاقاً من ذلك اقامة كونفيديرالية بين دولتين تتمتعان بالسيادة في الجزيرة.