فيما نقلت مصادر عراقية مطلعة عن مسؤولين عراقيين قولهم ان لا صحة لاخبار لجوء برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس صدام حسين الى دولة خليجية، اكد معارض عراقي مقيم في دولة الامارات العربية وصول التكريتي واتخاذه الإمارات مقراً له وهو ما كان ناطق رسمي في "حركة الوفاق الوطني العراقي" صرح به ونقلته "الحياة". وتحاول السلطات العراقية التقليل من تداعيات خبر لجوء التكريتي بتأكيدها انه ما زال في إجازة في جنيف لزيارة أولاده الذين كان ابقاهم فيها بعد عودته الى بغداد نهاية العام الماضي. وتعتبر بغداد الحديث عن لجوء التكريتي يأتي في سياق حملة مضادة لها تقول المعارضة العراقية انها تؤكد "حالة التداعي التي يعيشها نظام الرئيس صدام حسين". ومع ان وكالة الانباء العراقية أعلنت امس ان التكريتي ما زال في جنيف، فإن المصادر الرسمية العراقية لم تكن قد ذكرت انه غادر بغداد، بل حرصت أثناء مروره بالعاصمة الأردنية التي وصل اليها في نهاية تموز يوليو الماضي على إحاطه سفره بأقصى ما يمكن من التكتم والسرية. وتزيد مصادر عراقية مطلعة ان بغداد طلبت من السلطات الأردنية التكتم على سفر التكريتي الى جنيف التي كان شغل فيها منصب سفير العراق لدى المقر الأوروبي للامم المتحدة فترة طويلة من الزمن بعد عزله من أحد أكثر المناصب أهمية في العراق رئيس جهاز المخابرات 1983، فيما تشير الى ان الرئيس صدام حسين طلب من التكريتي أثناء وجوده في عمان، وهو في طريق عودته الى بغداد في كانون الأول ديسمبر الماضي، ان يلتقي الصحافيين في مطار الملكة علياء وينفي "اشاعات" عن خلافه مع بغداد. وكانت تصريحات صحافية للتكريتي أثناء وجوده سفيراً في جنيف أظهرت خلافاته مع عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين واعتبر نفوذه وأعماله "تلحق ضرراً" بالسلطة، فيما كان يشدد على بقائه "تحت تصرف الرئيس" وهو ما حرص عليه قبيل مغادرته عمان الى بغداد. وتعود خلافات التكريتي مع عدي الى أسباب عائلية أهمها "إهانة عدي لزوجته ابنة التكريتي" وسياسية ايضاً ظهرت في عامي 1992 و1993 في مقالات نشرتها جريدة "بابل" تهاجم برزان التكريتي الذي كان دعا الى "مراجعة" لسياسات داخلية تتبعها الحكومة العراقية. وتعمقت الخلافات لاحقاً مع ازدياد نفوذ قصي النجل الثاني للرئيس العراقي الذي تولى تصفية نفوذ أشقاء التكريتي في الاجهزة الأمنية والحكومية كذلك، وابعد كل العناصر المحسوبة على التكريتي في الحماية والحرس الخاص والأمن الخاص. ولم تخفف حادثة مقتل حسين وصدام كامل في بغداد 1996 بعد عودتهما من عمان التي وصلا اليها عام 1995 "خارجين" على الرئيس العراقي من حدة الخلافات بين التكريتي ونجلي الرئيس بالرغم من ان لزواج الأخوين كامل من ابنتي الرئيس دوراً رئيسياً في ابعاد التكريتي الذي عارض الزواج عن جهاز المخابرات وتراجع دوره ودور أشقائه في الحياة السياسية لنظام الرئيس صدام حسين الذي اعتمد تركيبته العائلية ضمانة أكيدة لتوطيد نفوذه. وتتوقع المصادر العراقية المطلعة تصريحاً من برزان التكريتي يضع "النقاط على الحروف" من دون ان تستبعد مفاجأة من نوع "انه قام بزيارة الى الاماراتالمتحدة بدعوة من الاشقاء ولا صحة لأخبار طلبه اللجوء فيها".