سعت مصادر رسمية عراقية امس الى نفي ما رشح اخيراً من معلومات عن نجاح نجلي الرئيس العراقي صدام حسين في ابعاد برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس، عن الحياة السياسية في العراق ووضعه قيد اقامة جبرية. ورجحت المصادر التي تحدثت الى "الحياة" احتمال عودة السفير العراقي السابق لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة، برزان التكريتي، الى "المراكز القيادية وتولي منصب مرموق". وذكرت ان برزان سينظم "لقاء اعلامياً" يعلن من خلاله عودته الى الحياة السياسية بعد تجاوزه الأزمة الصحية، التي لم تحدد سببها او طبيعتها. وتناقضت هذه التصريحات مع ما نقلته مصادر عراقية مطلعة اعتبرت ان نجلي الرئيس قصي وعدي "تمكنا من ابعاد برزان عن الحياة السياسية". وكانت مصادر عراقية موثوق بها ابلغت "الحياة" السبت الماضي ان صحة برزان "تدهورت في شكل خطير" وانه "يعالج في مستشفى رئاسي من مرض صعب". وذكرت المصادر ذاتها امس بأن برزان تعرض لانتكاسة صحية بسبب "سوء معاملة تلقاها اثناء وضعه في الاقامة الجبرية" وضرب طوق من "الرقابة الصارمة" على تحركاته. وفيما لم تنف المصادر الرسمية تعرض برزان لأزمة صحية، اكدت "عدم وجود ما يمنع عودته الى منصب قيادي"، وربطت ذلك ب"الظروف المناسبة التي تقرها القيادة". ورجح مراقبون في عمان ان يسعى الرئيس العراقي الى اعادة التكريتي الى الواجهة في ضوء حاجة الأول الى "تجميع قواه العشائرية والعائلية". واعتبروا ان ذلك قد يكون محاولة لتخفيف حدة الخلاف الناشب بين افراد العائلة الحاكمة في العراق. ومن المعروف ان "الصراع" بين صدام وأخويه غير الشقيقين برزان ووطبان كان وصل الى مرحلة حادة خلال السنوات الاخيرة. واعتبرت المصادر الرسمية ان استدعاء عدد من المسؤولين السابقين في حزب "البعث" والدولة ممن "اتصلوا" ببرزان بعد عودته الى بغداد اواخر العام الماضي كان "ضمن عمليات تحقيق روتينية"، وأكدت ان جميع الذين تم التحقيق معهم اطلقوا.