استبعدت مصادر سياسية عربية موثوق بها في عمان أمس انشقاق برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي صدام حسين، بعد تركه منصبه كسفير في مقر الأممالمتحدة في جنيف، واستقالته من السلك الديبلوماسي العراقي في أواخر اب اغسطس الماضي إثر استدعائه الى المركز في بغداد. وأبلغت المصادر "الحياة" ان برزان التكريتي استقال من السلك الديبلوماسي العراقي بعد فشله في اقناع الخارجية العراقية بالتمديد له حتى نهاية العام الحالي لمواصلة الاشراف على العلاج الذي تخضع له زوجته المصابة بالسرطان. وأوضحت المصادر ان استقالة برزان التكريتي من الخارجية العراقية "تعفيه قانونياً من ضرورة العودة الى بغداد، كما تعفيه من الدخول في مواجهة مع عدي، النجل الأكبر للرئيس العراقي في حال عودته". يذكر انه تم تعيين خالد حسين، نائب رئيس اللجنة الأولمبية التي يرأسها عدي، سفيراً للعراق في جنيف خلفاً لبرزان التكريتي. وأكدت المصادر ان برزان سلم أخيراً المنزل الذي كان يقيم فيه كسفير في جنيف، وانتقل للاقامة في شقة متواضعة. وشددت المصادر الموثوق بها على أن فكرة انشقاق رئيس المخابرات السابق وانضمامه الى المعارضة ضد النظام العراقي "غير واردة اطلاقاً". وأوضحت ان الحديث عن ادارة برزان لاستثمارات العراق في الخارج "غير منطقي ولا أساس له"، مشيرة الى أن برزان بقي في منزله دون عمل منذ عام 1983 حتى تعيينه سفيراً في جنيف عام 1988 بسبب معارضته لزواج حسين كامل حسن المجيد من رغد، ابنة الرئيس العراقي. وأضافت المصادر ان حسين كامل، الذي كان مسؤولاً عن هيئة التسليح والتصنيع العسكري خلال الجزء الأكبر من الثمانينات "هو الذي كان يسيطر على نحو 70 في المئة من موازنة العراق وليس برزان". واعتبرت ان النظام العراقي يسعى حالياً الى استرجاع الأموال التي هربها حسين كامل خلال تلك السنوات وقبل هروبه ولجوئه الى الأردن في آب اغسطس 1995. وتساءلت المصادر: "كيف يمكن لبرزان ان يسيطر على أموال وهو على خلاف مع أخيه الرئيس العراقي منذ عام 1983"؟ وزادت المصادر ان الخلافات بين برزان وعدي تعمقت بعد زواج عدي من ابنة برزان التي تعرضت للمعاملة السيئة من جانب عدي قبل ان يتم طلاقهما لتعود الى العيش مع والديها في جنيف. وتقول مصادر مقربة من برزان التكريتي ان الرجل "ليست لديه مطامح شخصية"، كما أنه "يرفض ان يستدرج لاتخاذ مواقف معينة أو أن يكون أداة في يد أية جهة أجنبية في الأزمات الحالية التي يتعرض لها العراق". واعتبرت ان برزان "يتعرض حالياً لحملة تستهدف استدراجه للانشقاق واتخاذ مواقف محددة". الى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة في عمان ان العراق عين الدكتور علي المشاط ممثلاً له في منظمة اليونيسكو بدلاً من الدكتور عبدالأمير الانباري الذي تم نقله الى وزارة الخارجية، وقد يحال على التقاعد بعد تجاوزه السن القانونية منذ 1996، اما تعيين المشاط فيأتي في اطار خطة الخارجية العراقية لتغيير رؤساء بعثاتها الديبلوماسية في الخارج شملت 20 ديبلوماسياً، بينهم الدكتور نبيل نجم مندوب العراق في جامعة الدول العربية الذي عين وكيلاً اقدم لوزارة الخارجية العراقية بدلاً من سعد الفيصل الذي عين رئيساً لهيئة المشتغلين العراقيين في الخارج التي تم استحداثها اخيراً. كما شملت قائمة النقل نوري الويس سفير العراق في عمان، والدكتور محسن خليل سفير العراق في صنعاء. ومن المقرر ان يعود الويس الى المركز في الأول من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. يذكر انه لم يتم حتى الآن التنسيب بتعيين رؤساء لعدد كبير من البعثات الديبلوماسية العراقية بدلاً من الذين تم نقلهم الى المركز، علماً بأن الخارجية العراقية اقدمت في حزيران يونيو الماضي على ترقية عشرين ديبلوماسياً الى رتبة سفير. كما عينت الخارجية ثمانية اعلاميين وأكاديميين بالرتبة ذاتها من بينهم الدكتور محمد الدوري، استاذ القانون الدولي في جامعة بغداد الذي عين رئيساً للدائرة القانونية في الخارجية. ومن المتوقع ان يتم خلال الاسابيع القليلة المقبلة اختيار عدد من هؤلاء السفراء لنقلهم الى البعثات الديبلوماسية في الخارج