تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة في معارك ضارية على ثلاثة محاور في داغستان. واخفقت في استعادة بلدة نوفولاكسك وسبع قرى سيطر عليها مسلحون ذكر انهم ينوون احتلال مدينة خساديورت والمناداة بها عاصمة ل"دولة داغستان الاسلامية"، فيما تبادلت موسكو وغروزني اتهامات ب"العدوان". عقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس الاثنين اجتماعاً لقيادة الحكومة ومسؤولي وزارات "القوة" للبحث في الوضع المتفاقم في القوقاز. ووعد باتخاذ "اجراءات صارمة لإعادة النظام الدستوري". وذكرت مصادر وزارة الداخلية ان القوات الفيديرالية تواجه ألفي مسلح دخلوا الأراضي الداغستانية. واكدت ان هناك ثلاثة آلاف مسلح آخرين على الحدود. وكان مقاتلون يقودهم "أمير الحرب" شامل باسايف احتلوا مناطق حدودية واسعة واشتبكوا مع قوات الشرطة والأمن. وقامت القوات الروسية بعملية واسعة لفك الحصار عن مجموعة من رجال الشرطة حوصروا في بلدة نوفولاكسك. وذكرت وزارة الداخلية ان طابوراً من المدرعات تمكن من إخلاء زهاء 40 شرطياً، الا ان القوات الروسية فقدت 14 قتيلاً وعشرات الجرحى في معركة واحدة. وتجري معارك واسعة النطاق على محاور تسومادين وقزلر وخساديورت والمدينة الأخيرة اختيرت "عاصمة" لدولة اسلامية ينوي المسلحون اعلانها في داغستان. واكد نائب وزير الداخلية الروسي ايغور زوبوف ان الهجوم الذي بدأ الاحد، يهدف الى "تخفيف الحصار" عن مجموعة تحاصرها القوات الروسية في بلوكي كاراماخي وتشابانماخي وسط داغستان. واكد ان "تصفية" المجموعة الأخيرة قد يتم خلال يوم أو يومين. وأعلن في موسكو ان الروس فقدوا حتى الآن في المعارك ضد البلدتين 33 قتيلاً و147 جريحاً، في مقابل 100 قتيل من المدافعين عن كاراماخي وتشابانماخي. وأشار مراقبون الى ان موسكو تعهدت مراراً، "القضاء بسرعة على التمرد"، إلا انها لم تتمكن من تحقيق ذلك رغم استخدام الطيران على نطاق واسع، اذ شنت مقاتلات من طراز "سوخوي" امس 40 غارة على هذه المنطقة، واستعملت راجمات ومدفعية ثقيلة. وأشارت صحيفة "نوفايا غازيتا" الى وجود "تواطؤ" وذكرت ان الميليشيات التي يقودها باسايف تعبر الحدود بين داغستان والشيشان مقابل "مكافآت" مالية تدفع الى المسؤولين. واكد نائب وزير الداخلية زوبوف وجود "خطة شاملة لزعزعة الاستقرار" في داغستان، وأشار الى وجود "ترابط" بين دخول ألفي مسلح الى الجمهورية والانفجار الذي هزّ مدينة بويناكسك مساء السبت. وبلغ عدد القتلى في هذا الحادث 40 شخصاً اضافة الى 120 جريحاً. وذكرت السلطات الداغستانية انها تبحث عن شخصين لهما صلة ب"السلفيين" ويشتبه بأنهما وضعا 300 كيلوغراماً من مادة التروتيل الشديدة الانفجار في سيارة من طراز "غاز" ركنت قرب عمارة يسكنها ضباط روس. وأو ضحت القيادة الداغستانية انها لم تعلن التعبئة العامة كما ذكر سابقاً، بل "طلبت من الشعب استنفار القوى". وذكر رئيس مجلس الأمن المحلي احمد نبي مهدي حجييف انه تم تسجيل 25 ألف متطوع لإرسالهم الى منطاق القتال لمساعدة القوات الفيديرالية. وفي موسكو، وصف وزير شؤون القوميات فياتشيسلاف ميخايلوف احداث داغستان بأنها "عدوان سافر" من الجمهورية الشيشانية. وطلب من رئيسها اصلان مسخادوف "تحديد موقف واضح". ونفى نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبك ماخاشيف تورط غروزني واحتج على غارات مكثفة شنها الطيران الروسي على بلدة زاماي يورت جنوب غربي العاصمة. وذكر رئيس بلدية المدينة عمر بولتوكايف ان 25 شخصاً قتلوا وثمة 27 مفقوداً و70 جريحاً، واكد ان زهاء 100 منزل دمر. وبسبب الحادث ألغيت احتفالات الذكرى الثامنة لإعلان استقلال الجمهورية، ووصف مسخادوف الغارات بأنها "عدوان روسي سافر لا مبرر له وهدفه اثارة رد فعل وجر الشيشان الى حرب جديدة". وفي الوقت نفسه، اكد باسايف انه وأنصاره "سوف يردون الدين وسيكون الرد ذا وقع شديد" ووجه تهديداته ب"ضرب" روسيا. وفي موسكو وجهت انتقادات، عنيفة الى القيادات السياسية والعسكرية الروسية، وذكر القائد السابق لقوات الحدود اندريه نيكولايف ان الجيش الروسي "أثبت عجزه عن معالجة النزاعات المحلية". وحمّل الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الرئيس بوريس يلتسن مسؤولية "الإهمال والتراخي" ولم يستبعد ان يكون للمقربين من يلتسن دور في تأزيم الأوضاع بهدف اعلان حال الطوارئ وإلغاء الانتخابات والتهرب من مسؤولية الفضائح المالية.