بعيداً عن الأنظار ووسائل الاعلام، عقد المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون اجتماعهم الاخير في مكان ما في القدس الغربية قبل توجه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى واشنطن لاطلاع وزيرة الخارجية الاميركية على اخر ما توصلت اليه المحادثات بين الجانبين بشأن تنفيذ مذكرة "واي ريفر" مع بدء العد التنازلي للموعد الذي حددته الحكومة الاسرائيلية للتوصل الى اتفاق "جديد" مع الفلسطينيين حول الاتفاق "القديم". وبعد ليلة عاصفة بالانباء المتضاربة والتسريبات بشأن التوصل الى اتفاق من عدمه، نفى الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني توصلهما الى اتفاق "كامل" على كل بنود المذكرة، إذ بقيت قضية اطلاق الاسرى السياسيين الفلسطينيين عالقة من دون حل. واختارت اسرائيل توجيه تحذير ضمني للسلطة الفلسطينية من خلال بيان صحفي أصدره مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك ورد فيه ان اسرائيل ستنفذ واي "بحذافيره" اذا رفض الفلسطينيون الاطار الزمني الذي حدده باراك لتنفيذ اعادة انتشار قواته خارج اراض فلسطينية في الضفة الغربية. ونقلت صحيفتان اسرائيليتان عن مصادر سياسية في تل ابيب ان رئيس الطاقم التفاوضي الاسرائيلي جلعاد شير ابلغ نظيره الفلسطيني صائب عريقات أنه "آن الاوان لان يرد الفلسطينيون بصورة واضحة لا تقبل التأويل على المطلب الاسرائيلي بإرجاء إنهاء النبضة الثانية من الانسحاب في الضفة الى 15 شباط فبراير من العام المقبل، وكذلك نريد رداً في ما يتعلق بالتوصل الى اطار اتفاق حول التسوية الدائمة". ورجحت مصادر اسرائيلية ان باراك حذر الفلسطينيين من "التراجع عن المرونة" التي ابداها في بعض القضايا الواردة في بنود واي والتي اصر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو عليها. واوردت المصادر ذاتها مثالا على ذلك مطالبة نتانياهو السلطة الفلسطينية بتسليم المطلوبين الفلسطينيين الى الجانب الاسرائيلي. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من ناحيته ان قضايا "اطار الجدول الزمني للانسحاب الاسرائيلي والنسب ما زالت مفتوحة ولم يتم التوصل الى اتفاق بشأنها، وما زالت قضية عدد الاسرى الذين سيتم اطلاقهم موضع خلاف". الى ذلك، نفى باراك ان يكون رفض اقتراحاً مصرياً بعقد قمة ثلاثية يوم الاحد المقبل في القاهرة تضم الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وباراك نفسه خشية ان تستخدم القمة لممارسة الضغط عليه. وجاء في بيان صدر عن مكتب باراك ان الاخير لا يعارض ان تتم مراسم التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين في القاهرة، مضيفاً ان تل ابيب لم تتلق دعوة او اقتراحاً بهذا الشأن. وكانت صحيفة يديعوت احرنوت العبرية اكدت ان المصريين اقترحوا على باراك وعرفات الذهاب الى القاهرة للبحث في القضايا العالقة في المفاوضات التي يجريها عريقات مع شير. وحسب المصادر ذاتها، كان من المفروض ان يوقع باراك وعرفات بالاحرف الاولى على "الاتفاق الجديد" وتم التخطيط لاقامة احتفال آخر بمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في نهاية الاسبوع المقبل.