تأخر توقيع الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي لتطبيق "واي ريفر" بسبب "عقدة الاسرى" واعتبر وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان "التأخير لساعات او ايام". وكان يوم امس بدأ في ظل الانباء عن تعثر المفاوضات وذلك على رغم وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى الاسكندرية، وعلى رغم الاتصالات الهاتفية التي كان الرئيس حسني مبارك محورها، وعلى رغم انتقال اعضاء في الوفد الفلسطيني المفاوض الى مصر. وتبين ان الخلاف حول عدد الاسرى المفترض اطلاق سراحهم على دفعتين يعرقل التوافق. فالجانب الفلسطيني يريد رفع العدد الى 400 في حين ان الجانب الاسرائيلي يصر على 356 اسيراً. وأدى الخلاف الى تبادل تصريحات حادة بين الطرفين وكرر الوزير الاسرائيلي من دون حقيبة حاييم رامون انذار رئيس الوزراء ايهود باراك الى الفلسطينيين طالباً منهم "رفع سماعة الهاتف والاتصال بنا" وهو الامر الذي اعتبره مسؤول جهاز الامن الوقائي محمد دحلان "لغة فاشلة". وربما كان "الانجاز" الذي حققه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس هو اعادة اقحام الولاياتالمتحدة في المفاوضات. فلقد زاره المنسق الاميركي دنيس روس ثم التقى باولبرايت التي اعلنت انها تحادثت مع باراك وجاء قولها هذا في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع موسى بعد محادثاتها مع مبارك وقالت إننا "سنفعل ما نراه ضرورياً" من اجل انجاز الاتفاق. وصرح وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز "ان الاتفاق قد يوقع في غضون ايام" في حين سرت تكهنات عن ان الموعد الجديد قد يكون مساء السبت بعد عودة اولبرايت من دمشق. واطلع الرئيس مبارك وزيرة الخارجية الاميركية خلال لقائهما في قصر رأس التين في الاسكندرية على نتائج الجهود المصرية للتقريب بين الجانبين، وحاولت اولبرايت في حديثها الى الصحافيين التخفيف من وقع عدم توقيع الاتفاق عليهم بقولها "المفاوضات مستمرة بين الجانبين"، أما موسى فتحدث عن امكان التوقيع خلال ساعات او يومين او اكثر. وعقدت اولبرايت وموسى مؤتمراً صحافياً قبيل زيارتها للرئيس الفلسطيني في مقر اقامته في قصر الصفا في الاسكندرية، وغادرت الاسكندرية مساء امس متوجهة الى اسرائيل وبدت على ملامحها حالة من عدم الرضا لضياع فرصة التوقيع في الاسكندرية امس. وكان المصريون اعدوا كتيباً تضمن تسلسل الكلمات خلال احتفالية التوقيع، وأدى رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ابداء المرونة والتجاوب مع مقترحاتهم الى اصابتهم بالصدمة. وقالت اولبرايت في المؤتمر الصحافي "هناك فرصة تاريخية لعقد سلام شامل"، ولفتت إلى أنها اجرت اتصالات مع باراك ابلغها خلالها استعداده لتنفيذ اتفاق "واي". وتحدثت اولبرايت عن استمرار المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وقالت "نأمل بأن ينتهوا قريباً للتنفيذ"، وأصرت على أن يقرر الجانبان تفاصيل الاتفاق. وبالنسبة إلى عدم التوصل الى اتفاق على المسار الفلسطيني وتأثيره على المسار السوري، قالت "الفلسطينيون والاسرائيليون سيوقعون قريباً، وهناك علاقة ديناميكية بين المسارين ومن الصعب التكهن بشكل التأثير في المسارين". وتدخل موسى قائلاً إن "المناخ السياسي كان مسمماً للغاية لمدة سنوات"، في اشارة الى فترة رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتانياهو، ودعا الى "بذل الجهد لتحسينه". وحول عدم توقيع الاتفاق التنفيذي، قال: "لا تزال هناك نقاط محل نقاش ولا ارغب في الخوض في التفاصيل، وكل هذا محل بحث من الجانبين، ولا بد ان يحظى الاتفاق بموافقة الطرفين". ورفضت اولبرايت مقولة اسرائيل: "على عرفات ان يقبل ما هو مطروح او يرفضه تماماً"، وطالبت الطرفين باتخاذ القرارات الصعبة لاستكمال عملية السلام. وتابعت: "نحن والمصريون مستمرون في جهدنا لدفع عملية السلام" وأكدت التزام واشنطن دعم الطرفين للوصول الى اتفاق. وأشارت الى ان محادثاتها والرئيس مبارك تناولت المسار السوري، وعقب موسى قائلاً: "الدور الاميركي مهم لدفع عملية السلام على كل المسارات ونحن جميعا معنيون بعملية السلام". وحذر موسى من ضياع فرصة السلام، وقال: "نحن على مفترق للطرق، والوقت حساس للغاية لأن عملية السلام يمكن ان تتوقف أو تجمد، والاتصالات مستمرة مع كل الاطراف المعنية". وتابع: "الاتفاق يمكن ان يتم خلال ساعات أو خلال يومين او ثلاثة واعتقد انه سيكون في مصر".