سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكدت إدراكها أهمية استئناف المفاوضات مع دمشق من حيث توقفت والانسحاب من الجولان الى خطوط 4 حزيران . واشنطن تأمل باتفاق لتنفيذ واي ريفر قبل وصول أولبرايت تمهيداً لاطلاق المفاوضات النهائية
تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت جولة شرق أوسطية اليوم بزيارة للمغرب ثم مصر وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وسورية والأردن، وربما لبنان، تستمر حتى الأحد المقبل، بهدف دفع عملية السلام إلى أمام بإحياء المفاوضات على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية مع إسرائيل على أمل التوصل إلى اتفاقات مع نهاية العام 2000. وحتى يوم أمس التزم المسؤولون في إدارة الرئيس بيل كلينتون الصمت حول الزيارة الأميركية الرفيعة المستوى للمنطقة وصرف كبار المعنيين بالعملية السلمية النظر عن اجراء مقابلات صحافية حول جولة الوزيرة أولبرايت، بالنظر إلى أن واشنطن غير مستعدة لاعطاء أي تصريحات قد تترك انطباعات لدى طرف أو آخر بأنها تؤيد وجهة نظر، خصوصاً حول المفاوضات المستمرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للاتفاق على تنفيذ اتفاق واي ريفر الانتقالي. واستمر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في مراقبة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وتتبعها لمعرفة مدى التقدم الذي حققته وعلى أمل أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق حول تعديل اتفاق واي ريفر لجهة عملية التنفيذ قبل وصول الوزيرة أولبرايت إلى المنطقة. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الوزيرة أولبرايت ترغب في الوصول إلى المنطقة وقد حلت قضية تنفيذ اتفاق واي ريفر لكي تتمكن عندئذ من العمل مع الأطراف على تحقيق الهدف الرئيسي، وهو اطلاق مفاوضات المرحلة النهائية وتسريعها وإحراز تقدم يؤدي إلى استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس فولي أعرب عن أمل الإدارة بأن يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من التوصل إلى اتفاق حول تنفيذ اتفاق واي ريفر قبل وصول أولبرايت إلى المنطقة. واعترف فولي ان الولاياتالمتحدة تلعب الآن دور "المسهل" للمفاوضات الجارية حالياً بين الطرفين بطريقة مباشرة والتي تمر، على حد قوله، في "فترات صعود وهبوط". وعلى رغم ان الكلام في المنطقة عن حفلة توقيع تعقد في مدينة الاسكندرية المصرية الساحلية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك على اتفاق تنفيذ معدل لاتفاق واي ريفر تشهد عليه الولاياتالمتحدة المملثة بأولبرايت والرئيس المصري حسني مبارك وربما اخرون، فإن هذا الكلام يصبح خافتاً في واشنطن تحسباً لاحتمالات الفشل في الوصول إلى اتفاق جديد. لكن المسؤولين في الإدارة يهمسون بأن الفرصة متوافرة يوم الخميس عندما ستكون الوزيرة أولبرايت في مصر. ولا تخفي مصادر الإدارة حرص المسؤولين الأميركيين على أن يكون الطريق ممهداً لدى وصول الوزيرة أولبرايت إلى المنطقة، بمعنى ان يكون الاتفاق على تنفيذ واي قد تم بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين لكي لا تضيع أولبرايت الوقت في مساعٍ جانبية ليست في أساس أهداف الجولة. وفي هذا الإطار أكد الناطق فولي ان "المفاوضات على تنفيذ واي ليست محل تركيز زيارة الوزيرة للمنطقة"، وان الهدف من الجولة هو البحث في كيفية مساعدة الولاياتالمتحدة الأطراف خلال الأشهر ال14 أو ال15 المقبلة في التفاوض حول الوضع النهائي على أمل التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع نهاية العام 2000. وأوضح فولي قائلاً إنه إذا لم يتمكن الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من التوصل إلى اتفاق على تعديل تنفيذ اتفاق واي ريفر، فإن الجانب الإسرائيلي أكد استعداده لتنفيذ اتفاق واي بشكل منفرد، كما تم التوصل إليه في تشرين الأول اكتوبر الماضي، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتأييد أي تعديلات يقبل بها الطرفان ولن تقف عقبة أمامها. ومن الواضح ان الجميع، خصوصاً الجانب الأميركي، يعرف جيداً ان تنفيذ اتفاق واي سيشكل المدخل الرئيسي لبدء مفاوضات المرحلة النهائية وتسريعها. وعلى رغم الانطباع الناتج عن قلة الكلام الأميركي بأن واشنطن غير مهتمة كثيراً بالمفاوضات، لكن الحقيقة هي أن كبار المسؤولين الأميركيين يراقبون تطورات هذه المفاوضات عن كثب ويعملون من وراء الستار عبر قنوات متعددة غير مرئية حتى الآن، لانجاحها، خصوصاً لإدراكهم ان مفاوضات المرحلة النهائية وتحريك المسارين السوري واللبناني مرتبطة إلى حد كبير بمدى نجاح مفاوضات تنفيذ واي ريفر. وشدد الناطق فولي على أن هدف زيارة أولبرايت يشمل أيضاً تحريك المسارين السوري واللبناني "لإكمال حلقة السلام في الشرق الأوسط"، وان الوزيرة الأميركية ستسعى إلى تحقيق تقدم يهدف إلى استئناف المفاوضات على المسارين بالعمل على استكشاف الامكانات المتوافرة بعدما أظهر الجانبان السوري والإسرائيلي استعدادهما لاستئناف العملية. لكنه أوضح قائلاً: "لا اتوقع أن يتم بالضرورة حصول تطور ملموس وفوري نتيجة الزيارة لكنها الوزيرة تأمل في تحقيق تقدم ووضع الأسس لاستئناف المفاوضات" على المسار السوري. وأكدت مصادر مطلعة على التفكير الأميركي في هذا المجال ان الإدارة تعرف جيداً ان استئناف المفاوضات على المسار السوري يتطلب تحضير الأرضية الضرورية للنجاح، خصوصاً استئناف المفاوضات من حيث توقفت واجراء هذه المفاوضات على أساس انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 حزيران يونيو 1967. وقالت المصادر إن الجميع يعرف أيضاً أنه إذا لم تدخل معادلة الرابع من حزيران، "فلن تكون هناك صفقة ولن تكون هناك مفاوضات".