دوشانبه - أ ف ب - اتفقت الحكومة والمعارضة الاسلامية الموحدة في طاجيكستان بعد عداء بينهما استمر طيلة الاعوام الخمسة للحرب الاهلية 1992-1997، على تنظيم استفتاء الاحد المقبل لجعل دستور طاجيكستان اكثر ديموقراطية. وتتناول التعديلات التي اعدتها لجنة المصالحة الوطنية بالاتفاق مع الحكومة والاسلاميين، انشاء مجلس ثان في البرلمان وجعل مدة الولاية الرئاسية سبعة اعوام غير قابلة للتجديد بدلا من خمسة اعوام قابلة للتجديد. وحدد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في السادس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويفترض ان يرشح الرئيس امام علي رحمنوف الذي انتخب في السادس من تشرين الثاني 1994 لولاية جديدة. وفي تصريح الى وكالة "فرانس برس"، قال دجومابوي نيازوف أحد أعضاء لجنة المصالحة الوطنية التي تضم ممثلي السلطة والاسلاميين إن "الوضع السياسي يتطلب ادخال تعديل واكمال دستور طاجيكستان الحالي". واضاف ان "الرئيس وافق على الاقتراحات التي اعدتها اللجنة ونقلها الى البرلمان"، موضحاً ان "النواب وافقوا عليها أيضاً". وستطرح المواد ال 26 التي تمت مراجعتها، دفعة واحدة للحصول على موافقة ثلاثة ملايين طاجيكي الاحد المقبل، في اول استفتاء دستوري ينظم منذ ان صدر دستور جمهورية طاجيكستان المستقلة في تشرين الثاني 1994. المعارضة العلمانية ولم يشارك في اعداد المشروع المجلس الاستشاري للاحزاب السياسية في طاجيكستان اي المعارضة غير الاسلامية التي تضم الحزب الشيوعي والحزب الديموقراطي وحزب العدالة ومؤتمر الوحدة الشعبية والحركة الوطنية في طاجيكستان. ودعت هذه الاحزاب الى التصويت ضد النص. وقال رئيس الحركة الوطنية في طاجيكستان حكيم محبتوف إن "اقامة نظام المجلسين في البرلمان سيؤدي الى ابطاء العمل الاشتراعي ويزيد من حدة نزعة التعصب للمناطق". وأضاف ان اعادة النظر في الدستور ستؤدي ايضا الى "تعزيز سيطرة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية وهو أمر يتناقض مع مبدأ فصل السلطات". ويعترض المجلس الاستشاري أيضاً على المادة 28 من الدستور التي ستنص على انه للمواطنين الحق في الاجتماع وللمواطن الحق في المشاركة في تشكيل احزاب سياسية ذات طابع ديموقراطي وديني وملحد وتشكيل نقابات وغيرها من التنظيمات الاجتماعية. وللمواطن الحق في الانضمام اليها أو تركها طوعاً. ويشكل مقاتلو حزب النهضة الاسلامية، الذي يفترض ان يكون رئيسه سعيد عبدالله نوري الخصم الرئيسي لرحمنوف في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الجزء الأكبر من قوات المعارضة خلال الحرب الاهلية التي اندلعت في 1992 في طاجيكستان واسفرت عن مقتل حوالى خمسين ألف شخص. ووقعت المعارضة التي تضم الاسلاميين والاصلاحيين الديموقراطيين اتفاق سلام في 1997 ينص على وقف العمل المسلح والمشاركة في الانتخابات.