بدأ الناخبون في طاجيكستان التصويت في استفتاء على تعديلات دستورية يفترض أن تعزز صلاحيات الرئيس إمام علي رحمنوف الذي يحكم البلاد منذ حوالى ربع قرن. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش. وتشكلت صفوف طويلة من الناخبين في شوارع العاصمة دوشانبي أمام مراكز الاقتراع. وفتح أكثر من 3 آلاف و200 مركز للاقتراع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة ذات الغالبية المسلمة في آسيا الوسطى. وبين التعديلات المطروحة للتصويت بند يسمح لرحمنوف (63 عاماً) بالترشح لعدد غير محدد من الولايات الرئاسية. ورحمنوف متهم من جانب معارضيه بأنه لم يحترم خلال السنوات الماضية الحريات الدينية والمجتمع المدني والتعددية السياسية. لكن الناخبين يبدون متحمسين لدعم الرئيس الذي أخرج طاجيكستان من حرب أهلية استمرت خمسة أعوام واندلعت في عام 1992 بعد أقل من عام على الاستقلال. وإمكان الترشح لعدد غير محدد من الولايات الرئاسية لا ينطبق سوى على رحمنوف بسبب وضعه الخاص «قائداً للأمة» الذي أقره له العام الماضي البرلمان ويمنحه هو وعائلته أيضاً حصانة دائمة من أي ملاحقة قضائية. وبين التعديلات الأخرى، خفض السن الأدنى لتولي الرئاسة من 35 عاماً الى ثلاثين عاماً وحظر تشكيل أحزاب سياسية على أسس دينية. ويمكن أن يسهل البند الأول وصول رستم نجل رحمنوف البالغ من العمر 28 عاماً إلى الرئاسة خلفاً لوالده. أما حظر الأحزاب الدينية، فيأتي بينما تجري محاكمة مسؤولين في حزب إسلامي محظور. وكان حزب «نهضة طاجيكستان الإسلامي» يعتبر معتدلاً حتى العام الماضي عندما وصفته الحكومة بأنه مجموعة إرهابية وأزاحت بذلك أكبر حزب معارض لرحمنوف. وتحاكم الحكومة حالياً معارضين من حزب «النهضة الإسلامية في طاجيكستان» بمجموعة من الاتهامات بينها محاولة قلب النظام الدستوري وتشكيل مجموعة إجرامية. كما تتهم السلطات أعضاء الحزب بتدبير موجة من الاضطرابات أدت الى مقتل عشرات الأشخاص في العام الماضي. وفي الأشهر التي سبقت إجراء الاستفتاء، قامت السلطات بعدد من المبادرات لتمجيد حكم رحمنوف الذي تنتقده المنظمات الحقوقية بانتظام بسبب الفساد والقمع. ووقّع رحمنوف في وقت سابق هذا الشهر قانوناً لإعلان يوم عطلة تكريماً لحكمه. وأُقرّ القانون في برلمان يضم مناصرين للرئيس، وينص على إعلان 16 تشرين الثاني (نوفمبر) عطلة رسمية في مناسبة «يوم الرئيس». واختير هذا التاريخ لأنه يصادف موعد انتخاب رحمنوف رئيساً للبرلمان في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1992، فيما كانت الجمهورية السوفياتية السابقة تشهد حرباً أهلية انتصرت فيها القوات الموالية للحكومة بعد خمس سنوات. وفي شباط (فبراير) الماضي، أطلقت لجنة شؤون الشباب في الجمهورية، مسابقة لأفضل المقالات التي كتبها تلاميذ المدارس ويثنون فيها على الحكم «البطولي» للرجل القوي. وقال مراسلو منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس أن الحكومة «حظّرت» و«أرهبت» و«هدّدت» وسائل الإعلام المستقلة قبل إجراء عملية الاستفتاء. يُذكر ان مراكز اقتراع إضافية فُتحت في المدن الروسية الكبرى حيث يعيش ويعمل أكثر من مليون طاجيكي.