في تصعيد للمواجهة مع الجمهورية الشيشانية، أغارت طائرات روسية على مطار غروزني وعدد من المدن والبلدات. وعقدت القيادة الشيشانية اجتماعاً للنظر في خطط "مواجهة العدوان"، فيما توقعت مصادر مختلفة احتمال بدء اجتياح روسي بري للشيشان قريباً. وأعلنت موسكو احباط محاولة لتفجير عمارة سكنية جنوب شرقي العاصمة بعد ضبط كمية من المتفجرات. شنت طائرات روسية امس الخميس غارات عدة على بلدات ومناطق قريبة من الحدود الداغستانية، ارفقتها بقصف طاول "مطار الشيخ منصور" في الضاحية الشمالية لغروزني. واكدت وزارة الدفاع الروسية ان الغارات اسفرت عن تدمير طائرة من طراز "انتونوف - 2"، ذُكر انها كانت تستخدم لنقل أسلحة وذخائر "للعصابات". ولم تصب بأذى طائرة من طراز "توبوليف 134" يستخدمها الرئيسي الشيشاني اصلان مسخادوف. وأعلنت قيادة القوات الروسية في القوقاز ان الغارة استهدفت محطة رادار كانت ترصد تحليقات الطيران الروسي، اضافة الى عدد من مستودعات السلاح والذخيرة والوقود ومحطة كهرباء ومصفاة لتكرير النفط. وذكر نائب رئيس الاركان الشيشاني عمر بانكوروف ان القصف اسفر عن سقوط قتلى وجرحى لم يحدد عددهم النهائي. وأضاف ان الرئيس مسخادوف طلب من القوات المسلحة الامتناع عن اطلاق النار على الطائرات المغيرة "لتفادي التصعيد". ورأس مسخادوف اجتماعاً طارئاً للحكومة والبرلمان حضره القادة الميدانيون وكبار رجال الدين وأعلن انه "درس استعداد القوات المسلحة لردع عدوان مصدره روسيا الاتحادية". وجاءت الغارات الأخيرة وسط توقعات متزايدة عن احتمال قيام القوات الروسية بعملية برية واسعة النطاق. وذكرت صحيفة "تيزافيسيمايا غازيتا" ان القيادات العسكرية تصر على الاجتياح، في حين ما زالت القيادة السياسية مترددة. ولفت انتباه المراقبين ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين اجتمع امس الى وزير الدفاع والداخلية. وأعلن المكتب الصحافي للحكومة انه تم خلال اللقاء "تحديد مهام لفترة 24 الى 36 ساعة"، ما اعتبر دليلاً على ان العملية البرية قد تبدأ اليوم الجمعة. وحشدت قرب الحدود الشيشانية على المحور الداغستاني قوات قدر عددها ب13 ألف عنصر منها 8 آلاف من وزارة الدفاع. كما وردت أنباء عن نقل قوات الى جمهورية انغوشيتيا. وأشارت وكالة "انترفاكس" الى ان الاجتياح يمكن ان يسبقه استخدام قاذفات ثقيلة من طراز "تو - 22" القادرة على حمل كميات كبيرة من الصواريخ والقنابل وتدمير مساحات واسعة. وأشارت صحيفة "سيفودنيا" الى ان القيادات الميدانية قد تضغط على الكرملين لاستصدار قرار بإقصاء وزير الدفاع ايغور سيرغييف واسناد المنصب الى نائبه الأول رئيس هيئة الاركان اناتولي كفاشنين الذي يصنف في خانة "الصقور" المطالبين ب"تصفية الحسابات" مع الشيشان. الا ان رئيس الحكومة بوتين اعتبر نشر هذا النبأ "تخريباً ايديولوجياً" ومحاولة لإثارة البلبلة والهلع. واعتبر ان سيرغييف "يؤدي واجبه بشرف" ولن يفقد منصبه. وأعلنت شبكة "ان تي في" التلفزيونية المستقلة ان انفجاراً مجهول السبب وقع امس في الطبقة الارضية من بناية في سانت بطرسبورغ شمال ولم يوقع ضحايا على ما يبدو. كما ذكرت اذاعة "صدى موسكو" ان الشرطة الروسية عطلت امس عبوة ناسفة قوية في بناية مؤلفة من 12 طبقة في مدينة ريازان، جنوب شرقي العاصمة. وكانت المتفجرات موضوعة في ثلاثة اكياس في قبو البناية ومربوطة بصواعق ونظام توقيت. واخطر الشرطة احد سكان البناية بعدما شاهد ثلاثة رجال ينزلون ثلاثة اكياس من سيارة لا تحمل لوحات.