هدّد الرئيس اصلان مسخادوف بضربات تستهدف جمهوريات مجاورة تسمح باستخدام أراضيها لقصف الجمهورية الشيشانية. وقررت غروزني رفع شكوى الى محكمة العدل الدولية في شأن "جرائم قتل بالجملة"، فيما نفى رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ان يكون القصف الروسي أصاب مدنيين، لكنه لم يستبعد "أخطاء ليست كبيرة". وتحدثت موسكو عن تورط شركة اسرائيلية في شراء أسلحة للشيشان، تم ضبطها. وصف الرئيس الشيشاني العمليات الجارية حالياً في بلده بأنها "عدوان روسي يهدف الى إبادة شعب بكامله". ودعا رؤساء جمهوريات ومقاطعات شمال القوقاز الى اتخاذ "موقف مبدئي" ومنع استخدام أراضيهم لانطلاق طائرات أو صواريخ أو قذائف ضد الجمهورية الشيشانية. وأوضح نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبك ماخاشيف ان الحديث عن الرد بضربات "تحذير ولس تهديداً"، وذكر ان قادة المنطقة "يفتقرون الى الارادة السياسية" ولذا لم يصروا على لقاء يجمعهم بمسخادوف نتيجة اعتراض موسكو على ذلك. وأشار المدعي العام الشيشاني سلمان الباكوف الى أن التحقيق أنجز في 19 قضية جنائية وسترسل النتائج الى محكمة لاهاي. وشدد على أن هناك براهين تثبت "وقائع مصرع مدنيين" اثناء قصف أسواق غروزني وقوافل اللاجئين. وفي مقابلة تلفزيونية وصف رئيس الوزراء الروسي الحديث عن ضرب المدنيين بأنه "دعاية ارهابية". وذكر ان قادة دول اسلامية لم يحددها يسمحون باستخدام "هياكل تحتية" يملكونها لبث معلومات "مغرضة" عن روسيا. ولم يستبعد بوتين حصول "أخطاء" لكنها "ليست كبيرة" ولم يقدم تصوراً عن عدد القتلى الذي يمكن اعتباره "صغيراً". وأكد مراسلون ميدانيون ان سماء غروزني غطتها سحب الدخان المتصاعد من منشآت نفطية قصفها الطيران الفيدرالي. وذكرت وكالة أنباء "انترفاكس" ان المواد الغذائية ومنها الخبز اختفت تماماً من الأسواق بسبب انقطاع الكهرباء ووقف نقل الدقيق من المناطق المجاورة. وأشار بيان أصدرته وزارة الدفاع الى أن القوات الفيدرالية واصلت زحفها نحو العاصمة الشيشانية على ثلاثة محاور. وذكرت ان مئة غارة جوية أسفرت عن مقتل 200 مسلح، أي بمعدل شخصين لكل طلعة. وذكر قائد سلاح الجو أناتولي كورنوكوف ان مجموع الغارات زاد من ثلاثة آلاف منذ بداية العمليات. وأعرب عن القلق لاحتمال نفاد القذائف الموجهة وطلب من الحكومة رصد أموال لشراء المزيد من السلاح الفائق الدقة واقتناء طائرات ومحركات. وبسبب الغارات يحاول المدنيون الهروب من مناطق القتال، وأعلنت السلطات الفيدرالية أمس عن فتح خمسة ممرات للعبور، أهمها معبر "قوقاز" على الحدود مع جمهورية انغوشيتيا. إلا أن رئيس هذه الجمهورية رسلان آوشيف أكد ان الجيش الروسي يسمح بدخول الشيشان، لا الخروج منها، وأضاف ان موسكو "لا تريد للمدنيين أن يخرجوا وتعتبر الشيشانيين كلهم ارهابيين أو مجرمين". وأعلنت قوات الحدود انها شددت الرقابة على المعابر مع جورجيا، بعدما أكدت وزارة الأمن الروسية ان أراضي هذه الدولة المجاورة تستخدم لنقل "مرتزقة" وامدادات عسكرية الى الشيشانيين. ونقلت وكالة "انترفاكس" الحكومية عن هيئة أركان قوات الحدود ان الجهات المختصة ضبطت في معبر "فيرخني لارس" على الحدود الجورجية، شاحنة فيها مليونا طلقة لرشاشات كلاشنيكوف من انتاج مصنع تولا الروسي. وأوضحت ان شركة اسرائيلية كانت الوسيط في شراء الذخيرة بحجة نقلها الى ارمينيا ولكن الهدف منها كان ان تصل الى الشيشان. وفي الوقت ذاته، ذكرت وزارة الدفاع ان قيادة حركة "طالبان" قررت ارسال 24 صاروخاً من طراز "شينغر" الى الشيشانيين، وذكرت انه يجري تدريب مجموعتين تضم كل منهما 300 متطوع في افغانستان لنقلهم عبر أراضي اذربيجان وايران الى القوقاز. وأكدت الوزارة ان 50 مقاتلاً آخر يجري اعدادهم في قاعدة خاصة في احدى الدول الخليجية.