الرباط - رويترز - سارع الملك محمد السادس في اعقاب اعتلائه العرش المغربي إلى حسم الجدل على مستقبل الملكية والأسرة العلوية التي حكمت البلاد 400 عام. وقال العاهل المغربي 36 عاماً إن الدستور المغربي ينص على ان الملك هو أمير المؤمنين الممثل الاعلى للأمة ورمز وحدتها وضامن استمرار الدولة. لكن محمد السادس، وهو الملك الثامن عشر في الأسرة العلوية، تعهد بتسريع الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لسد الفجوة الكبيرة بين الحضر والريف وتوفير فرص عمل لأكثر من مليوني عاطل عن العمل وتحديث نظام التعليم في البلاد. ويقول العاهل الجديد، الذي خلف والده الملك الحسن الثاني 70 عاماً الذي توفي في 23 تموز يوليو الماضي، إنه لا يمسك بعصا سحرية لحل كل هذه المشاكل، لكنه أعرب عن تصميمه على معالجتها بكل السبل المتاحة. وقد بدأ بالفعل ادخال بعض التغييرات منذ توليه عرش البلاد، فأنشأ جهاز تحكيم مستقلاً للنظر في طلبات التعويض المقدمة من أسر نحو 112 شخصاً اعترفت الحكومة باختفائهم في فترة الستينات والسبعينات التي شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية، كما عين الديبلوماسي حسن اوريد 37 عاماً، وهو زميل دراسة سابق، ناطقاً باسم القصر الملكي، في خطوة لا سابق لها تهدف إلى خلق قنوات اتصال مباشرة مع وسائل الاعلام0 وفجر الجدل على النظام في المغرب حديث صحافي طويل مع الاستاذ الجامعي محمد ساسي، نشرته أخيراً صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يتزعمه رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي. ونقلت الصحيفة عن ساسي مطالبته بالتخلي عن بعض التقاليد القديمة، التي أعرب عن اعتقاده ان غيابها لا يؤثر في هوية المغرب. داعياً إلى علاقة جديدة بين السلطة والشعب. لكن اليوسفي الذي انتقد الملكية عندما كان في صفوف المعارضة حرص على ان ينأى بنفسه عن نشر المقابلة0 وقال أعضاء في حزبه إنه اوقف الصحافي الذي أجرى المقابلة ثمانية أيام وبعث باعتذار مكتوب للملك محمد السادس، مؤكداً فيه ولاءه للنظام. ويقول ديبلوماسيون غربيون إن العاهل المغربي واليوسفي لم يتوقفا عند هذا الحدث، وان الملك الشاب ينظر الى رئيس الوزراء 75 عاماً كوالد. وقال أحد هؤلاء: "هناك احترام واضح من الملك الشاب لليوسفي. واعتقد بأن رئيس الوزراء سيلقى تأييداً كبيراً من الملك". ويرجح ديبلوماسيون ان يستعين العاهل الجديد بمجموعة من أصحاب الخبرات الفنية الاصلاحيين الشبان ليحلوا تدريجاً محل بعض المستشارين المحافظين في لديوان الملكي. ويقول أحمد الكوهين، استاذ علم الاجتماع، إن لدى الملك محمد السادس الكثير من الأفكار والمشروعات التي يود تطبيقها في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. ويتفق مع هذا الرأي الديبلوماسيون الذين يرون ان الاصلاح سيجيء تدريجياً. ويقول ديبلوماسي مخضرم: "أمام الملك عدد من القضايا الملحة لكن يجب منحه فترة لالتقاط الانفاس ودراسة قضايا ملحة مثل البطالة والفقر والأمية والفساد".