أكد مصدر قريب من الكرملين ل"الحياة" أن المسؤولين في الديوان الرئاسي الروسي يدرسون احتمال فرض حال الطوارئ في البلاد والاستعانة بالجنرال الكسندر ليبيد حاكم منطقة كراسنويارسك في سيبيريا وبوريس بيريزوفسكي رجل الأعمال المثير للجدل، بعد فشل فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الحالي الخليفة المعين للرئيس بوريس يلتسن في معالجة الأزمات الروسية ومحاصرة خصوم الرئيس الروسي. وتوقع المصدر احتمال استقالة يلتسن، بعد تعيين ليبيد خليفة له، وعودة بيريزوفسكي إلى مجلس الأمن القومي. ومعروف ان هاتين الشخصيتين لعبتا دوراً كبيراً في معالجة ملف الشيشان وإنهاء الحرب فيها. ويعتقد ان الاستعانة بهما تهدف أيضاً إلى محاصرة رئيس بلدية موسكو والمنافس القوي ليلتسن يوري لوجكوف الذي أعلن أمس معارضته ارسال قوات وزارة الداخلية إلى العاصمة تحت ذريعة التصدي للارهاب، بعد موجة التفجيرات. ونشرت "سيفودنيا" ان "قرارات مصيرية" يمكن أن تتخذ غداً الاثنين في الكرملين الذي يدرس احتمال استدعاء ليبيد لتعيينه رئيساً للحكومة بدل بوتين، وإثر ذلك تعلن استقالة يلتسن، مما يجعل ليبيد، بموجب الدستور، قائماً بمهام الرئيس، إلى حين موعد الانتخابات المقررة بعد ثلاثة أشهر. وكانت "الحياة" أشارت قبل أسابيع إلى احتمال تطبيق هذا السيناريو وتنفيذه قبل 19 أيلول سبتمبر، لكي تتزامن الانتخابات الرئاسية مع البرلمانية المقررة في 19 كانون الأول ديسمبر. ومعروف أن الجنرال ليبيد متحالف مع بيريزوفسكي الذي يعد أحد "محركي الدمى" في الكرملين، وله صلات وثيقة مع ابنة الرئيس ومستشارته تاتيانا دياتشينكو. وتعزى الاستقالة المحتملة ليلتسن لأسباب صحية. وذكر أن الرئيس الروسي يعاني متاعب في القلب أرغمته على إلغاء لقاءات كانت مقررة الجمعة والسبت الماضيين. لكن المحللين يشيرون إلى تزايد المطالبة بتنحيه، لأنه عاجز عن وقف الانهيارات والتصدي للارهاب ومنع تورط روسيا في حرب قوقازية ثانية، إضافة إلى ما ذكر عن تورطه في فضائح مالية. وقال مصدر في الكرملين ل"الحياة" إن مدير الديوان الرئاسي وعدداً من مساعدي يلتسن اقترحوا حلولاً، بينها فرض حال الطوارئ وتكليف ليبيد السيطرة على الأوضاع. وذكر المصدر أن بيريزوفسكي هو "العقل المدبر" لهذا السيناريو. وتنص الخطة المقترحة على "شل" محافظ العاصمة لوجكوف الذي صار من أخطر أعداء يلتسن. وعلم ان وزير الداخلية فلاديمير روشايلو أصدر أوامر بتحريك قطعات إلى موسكو بحجة "المساعدة" في التصدي للارهاب. وأعلن رسمياً ان الوزارة ستبدأ الاثنين حملة تحقيق مع المسؤولين عن شرطة العاصمة لمحاسبتهم بتهمة "الاهمال". إلا أن لوجكوف أكد أمس ان غرض الحملة "سياسي صرف". وطلب من رئيس الحكومة إلغاء أوامر وزير الداخلية في هذا الشأن. ودعا لوجكوف إلى استقالة يلتسن الذي قال إنه "أسير نظام سياسي خلقه بنفسه". وأشار إلى أنه أصبح رئيساً "يُحرك" بالقوة. وحذر زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف من "اجراءات غير دستورية" قد يقدم عليها الكرملين، لكنه أشار إلى ان المؤسسات الأخرى في السلطة "لديها الشجاعة لإحباط أي خطط من هذا النوع".