نفذت القوات الروسية عملية واسعة في الشيشان استخدمت فيها الهليكوبترات والهاونات لقصف مواقع "ميليشيات" محلية، فيما نشرت صحيفة روسية مسودة مرسوم رئاسي لاعلان "حال طوارئ" في القوقاز وعموم روسيا ومنع الأحزاب المعارضة وتعطيل حرية الصحافة. اجتمع وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو مع الرئيس بوريس يلتسن أمس الاثنين ليطلعه على نتائج عمليات واسعة نفذتها القوات الروسية منذ الساعة السادسة صباحاً واستهدفت "تجمعات لعصابات" قرب الحدود الشيشانية - الداغستانية. وأوضح الوزير ان النتائج الأولية للهجمات التي استخدمت خلالها الهاونات وطائرات الهليكوبتر أظهرت وقوع اصابات عديدة في قواعد تضم حوالى 200 مسلح، وقتل عدد منهم، فيما لم يتكبد الجانب الروسي أي خسائر. وتزامن ذلك مع تأكيد موسكو تصميمها على انزال "ضربات تحذيرية واحترازية" ضد "الميليشيات" الشيشانية لوقف أعمال عنف وعمليات خطف للرهائن في المناطق الحدودية. ورداً على سؤال: هل تتوقع موسكو ضربات جوابية من الشيشانيين؟ قال وزير الداخلية ان "رجال العصابات" كانوا نفذوا فعلاً عمليات منها تفجير لغم قرب مقر وزارة الأمن الروسية. وأضاف: "علينا ان نكون مستعدين لكل شيء". مؤامرة رئاسية؟ ورأى مراقبون ان تفاقم التوتر في القوقاز قد يستخدم ذريعة لاعلان حال طوارئ وارجاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وتمديد ولاية الرئيس بوريس يلتسن. ونشرت صحيفة "نوفايا غازيتا" امس مسودة "مرسوم رئاسي"، قالت انها حصلت على نسخة منها وذكرت انها أعدت عشية الاجتماع الذي عقده المجلس النيابي لاستصدار قرار بحجب الثقة عن يلتسن. وتقضي المسودة باعلان الطوارئ بحجة "منع اضطرابات وأعمال عنف". وبموجب الوثيقة كان الكرملين ينوي منع الاجتماع والتظاهر والاضراب ووقف نشاط الأحزاب السياسية التي "تعرقل تطبيع الوضع" في البلد وتقييد حرية الصحافة وفرض الرقابة عليها. وبموجب المسودة كان مقرراً تشكيل ادارة موقتة تحكم البلد يتولى رئاستها رئيس الوزراء الحالي سيرغي ستيباشين، على أن يكون نائبه الجنرال الكسندر ليبيد محافظ اقليم كراسنويارسك.