العلاقات بين موسكو وغروزني سائرة نحو توتر خطير. وطالب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين غروزني بتسليم "ارهابيين" قال انهم أعدوا تفجيرات موسكو، فيما أعلن ناطق باسم "جيش تحرير داغستان" مسؤولية هذا التنظيم غير المعروف عن العمليات الأخيرة. قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الاربعاء ان التحقيق "أظهر بوضوح" ان الارهابيين الذين نظموا ثلاثة تفجيرات في موسكو راح ضحيتها زهاء 220 شخصاً، "يختفون حالياً في الأراضي الشيشانية تحت حماية قوى متطرفة هناك". وطالب القيادة في غروزني بتسليمهم. وهذه المرة الأولى التي تعلن موسكو رسمياً ان الارهابيين غادروا العاصمة الروسية وانتقلوا الى غروزني. ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء "ايتار - تاس" ان مجهولاً اتصل بمكتبها الرئيسي من مدينة أخرى وقال انه ناطق باسم "جيش تحرير داغستان" وأعلن مسؤولية هذا التنظيم عن الانفجارات التي ذكر أنها كانت "تحذيرية وانتقامية". وأضاف ان استمرار روسيا في قصف مواقع في الشيشان وداغستان سيدفع "الجيش" الى الرد على كل قنبلة تسقط. وأضاف: "الموت في مقابل الموت". وللمرة الأولى يظهر اسم هذا "الجيش" في بداية أحداث داغستان. وأفادت معلومات في روسيا ان قيادته أوكلت الى "أمير الحرب" الشيشاني شامل باسايف ومساعده القائد الميداني العربي الأصل خطاب. إلا أن "الجيش" أصدر بيانين في بداية الأحداث ولم يظهر اسمه بعد ذلك. ونفى خطاب في حديث الى وكالة "انترفاكس" أمس مسؤوليته عن التفجيرات. وأكد انه "يقاتل الجيش الروسي، لا نساء روسيا وأطفالها". خلايا ارهابية مجمدة الا ان محافظ موسكو يوري لوجكوف، شدد على "تورط شيشاني" في الأحداث ودعا الى "عزل كامل" للجمهورية الشيشانية وتطويقها بالأسلاك الشائكة واقامة "نظام حجر صارم" على امتداد حدودها. ورجح لوجكوف ان تكون في موسكو مجموعات ارهابية "مجمدة موقتاً" لتنفيذ المزيد من التفجيرات. وذكر ان اجراءات تتخذ لاكتشاف عناصر هذه المجموعات. وكان معلق صحيفة "توفايا غازيتا" فياتشيسلاف اسماعيلوف وهو رائد سابق في الجيش، ساهم في الافراج عن عدد من الرهائن في الشيشان وأقام علاقات طيبة مع الشيشانيين وأعلن ان أحد المشاركين في العمليات اتصل به هاتفياً ثم نظم لقاء معه وأخبره ان في موسكو ثلاث مجموعات ارهابية أرسلها باسايف للقيام بأعمال تخريبية ودفع لها مبالغ تراوح بين 30 و50 ألف دولار. وأكد اسماعيلوف أنه أبلغ الأجهزة الأمنية التي رصدت اللقاء وتعقبت الرجل الذي التقى به في مكان ما في موسكو، إلا أنه تمكن من الاختفاء لاحقاً. وتقوم السلطات الروسية بحملة تفتيش واسعة. ولوحظ للمرة الأولى أمس ان عناصر من القوات المسلحة شاركت الى جانب الشرطة والأمن في دوريات جابت العاصمة. وأكد رئيس الوزراء الروسي ان "تحريات شاملة" تجرى في جميع المدن. وأعلن عن بدء "تشديد نظام الاقامة" بالنسبة الى الأجانب وسائر الوافدين الى العاصمة. وأشار الى أن الاجراءات المتخذة أسفرت عن القاء القبض على أشخاص "جرى استخدامهم" في تنفيذ العمليات. وأعلنت مديرية الأمن في موسكو أنها القت القبض على سائق شاحنة نقل أكياساً كتب عليها "سكر" لكنها كانت تحوي مسحوقاً بلورياً أبيض هو مادة الهيكسوجين المتفجرة التي استخدمت في الأحداث الأخيرة. يلتسن مريض وقد تؤدي التفجيرات في العاصمة الى تغييرات سياسية مهمة. وذكرت صحيفة "موسكوفسكي كمسموتس" ان الرئيس بوريس يلتسن يعاني من نوبة قلبية جديدة وأنه قد يسلم السلطة الى رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف. وأضافت الصحيفة ان البليونير بوريس بيريزوفسكي يسعى من جانبه الى تنصيب الجنرال الكسندر ليبيد محافظ اقليم كراستويارسك حاكماً عسكرياً أو رئيساً للحكومة. ونفى الناطق الرسمي في الكرملين دميتري ياكوشكين نية تغيير رئيس الحكومة، إلا أن رئيس تحرير الصحيفة بافل غوسيف أكد امس ان بيريزوفسكي هو "العبقري الشرير" الذي يحرك الأحداث وقال انه سيسلم الأجهزة الأمنية تسجيلاً لمكالمات أجراها مع مولودي أودوغوف الذي يوصف بأنه "العقل الايديولوجي للمتطرفين الشيشانيين" وهي تؤكد ان القتال في داغستان هو ثمرة "تواطؤ" بين بيريزوفسكي وعدد من القادة الميدانيين والسياسيين في غروزني.