نيكولاي بورديوجا سادس مدير للديوان الرئاسي يفقد موقعه بعدما أصدر الرئيس بوريس يلتسن قراراً مفاجئاً باعفائه من ادارة الديوان وسكرتارية مجلس الأمن القومي، وانتقد غالبية السياسيين هذه الخطوة، واعتبرها الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف "دليلاً على احتضار يلتسن" سياسياً فيما توقع عدد من أقطار البرلمان اقصاء حكومة يفغيني بريماكوف قريباً. وصدر مرسوم الاعفاء في وقت متأخر مساء الجمعة من دون توضيح الأسباب إلا ان السياسيين والمحللين أجمعوا على أن بورديوجا فقد منصبه بسبب اخفاق الديوان في اقناع مجلس الفيديرالية الشيوخ بقبول استقالة رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف الذي اعتبر استمراره في عمله تحدياً لارادة رئيس الدولة. ولبورديوجا أعداء كثيرون في مقدمهم البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي كان مدير الديوان لعب دوراً اساسياً في صدور قرار باعفائه من سكرتارية الكومنولث. ويرتبط بيريزوفسكي بعلاقات وثيقة مع ابنة الرئيس تاتيانا، وذكر عدد من السياسيين الروس ان الاثنين تمكنا من اقناع يلتسن باعفاء بورديوجا وتعيين نائبه الكسندر فولوشين 43 سنة مديراً للديوان. وكان فولوشين عمل مع بيريزوفسكي في تأسيس شركة "افا" للسيارات وشارك بتكليف منه في الحملة الانتخابية التي أسفرت عن تنصيب الجنرال الكسندر ليبيد حليف آخر لبيريزوفسكي محافظاً على اقليم كراسنويارسك. وأعرب رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزتيوف على استئائه من استبعاد "رجل لائق ... لم يتواءم مع بلاط الكرملين" وتعيين "شخص لا يعرفه أحد" في منصب شديد الحساسية والأهمية. ووصف زيوغانوف القرار بأنه دليل على عجز يلتسن عن معالجة المشاكل ولجوئه الى المناقلات للتغطية، وذكر ان هذا هو "مؤشر على احتضار" رئيس الدولة. وحذر رئيس الوزراء السوفياتي السابق نيكولاي ريجكوف الذي يقود كتلة "سلطة الشعب" في الدوما من "أزمة خطيرة" قال انها قادمة قريباً باعفاء بريماكوف واسناد رئاسة الحكومة الى رئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف، وأكد ان البرلمان سيرفض المصادقة على هذا التعيين وبالتالي سيصدر قرار بحل الهيئة الاشتراعية. وكان الحزب الشيوعي حذر من أنه، في هذه الحال، سيوجه نداء الى الشعب للخروج الى الشارع وبدء اضراب عام وسيطلب من القوات المسلحة "التصدي لأي عمل غير دستوري". وأكد زيوغانوف ان تحقيق الوفاق يقتضي "تنحي يلتسن عن الرئاسة فوراً". وكان بريماكوف عقد اجتماعاً مطولاً دام أكثر من ثلاث ساعات مع قادة الكتل اليسارية الثلاث في البرلمان أكد على أثره تمسكه بنائبيه يوري ماسليوكوف شيوعي وغينادي كوليك الحزب الزراعي ونقل عنه رئيس الكتلة الزراعية نيكولاي خاريتونوف قوله انه "لن يبقى في المنصب" إذا جرت محاولات لاقالتهما. وظهر يلتسن على شاشة التلفزيون في وقت متأخر مع مدير الديوان الجديد وأعلن انه "سيشن حرباً بلا هوادة" على الجريمة ووعد بالقاء القبض على مدبري الانفجار الذي وقع أول من أمس في العاصمة الاوسيتية فلاديقوقاز وارتفع عدد ضحاياه الى أكثر من 60 شخصاً.