البندقية ايطاليا - أ ف ب - حققت السينما الصينية انتصاراً كبيراً في مدينة ماركو بولو مع فوز المخرج زهانغ ييمو، مفخرتها في بلاد الغرب، على ثاني اسد ذهبي له في مهرجان البندقية "لا موسترا" عن فيلمه الجميل "يي غي دو بو نينغ شاو" او لا ينقصون واحداً وفوز مخرج صيني آخر أكثر شباباً وهو زهانغ يوان على جائزة الاخراج عن الفيلم الايطالي "سبعة عشر عاماً". ومع حصول المخرج الايراني عباس كياروستامي على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم التي ترأسها المخرج اليوغوسلافي امير كوستوريتسا عن ملحمته الشعرية "المتشابكة" "الرياح ستحملنا" تكون مدينة الجندول قد كرَّمت الشرق بوجه عام. ورغم هيمنة الجنس وأزمة الانسان على افلام المسابقة الرسمية كانت الغلبة للطفولة البريئة التي انتصرت لها لجنة التحكيم باختيارها افلام تراهن على المستقبل وتعيد احياء الامل في نهاية هذه الالفية الثانية افلام تتحدث عن عالم الصغار المتحمسين لتعلم القراءة والكتابة والمتطلعين الى اليوم الذين ينتقلون فيه الى عالم الكبار. وفي حفلة الختام، اهدى زهانغ ييمو جائزته الى التلاميذ الصغار الذين عملوا في فيلمه "لا ينقصون واحداً" ومعهم جميع اطفال العالم. ومن جهة اخرى صفق الجمهور طويلاً للنجم الاميركي القديم جيري لويس او "ملك الكوميديا" الذي تسلم اسداً ذهبياً عن مسيرته الفنية من يد المخرج الاميركي مارتن سكورسيزي. ورغم اشتراكها بعشرة من افلام المسابقة ال18 فقد اضطرت اوروبا الى الانحناء امام رياح الشرق معزية نفسها بجائزة التمثيل التي حصلت عليها من النساء الفرنسية ناتالي باي عن دورها في فيلم المخرج البلجيكي الشاب فردريك فونتني "علاقة اباحية" لتعيد لفرنسا هذا المجد الذي سبق ان حققته مع نجماتها كاترين دونوف وايزابيل اوبير وساندرين بونير. وايضاً جائزة التمثيل الرجالي التي كانت من نصيب البريطاني جيم برودبنت الذي ينتمى الى جيل الممثلين البريطانيين الذين برعوا على خشبة المسرح وعلى الشاشتين الصغيرة والكبيرة معاً والتي حصل عليها لتجسيده شخصية ويليام غيلبرت مؤلف الاوبريتات في فيلم "توبسي تورفي" للمخرج مايك لاي الذي سبق ان عمل معه كثيراً. وفي المقابل كانت السينما الاميركية الغائب الاكبر عن قائمة الجوائز، وقد تمثلت بأربعة فنانين غير اميركيين هم النيوزيلانديتان جين كامبيون واليسون ماكلين والاسباني انطونيو بانديراس والسويدي ليس هالستروم. واثار اعضاء لجنة التحكيم مفاجأة باستبعادهم منها فيلم جين كامبيون "هولي سموك" او الدخان المقدس القصيدة النسائية المجنونة التي قامت ببطولتها كيت وينسليت زهرة "تايتانيك" وهيرفي كيتيل رغم انه كان من أقوى المرشحين للجائزة. وبتكريمه السينما الآسيوية لا يكون لا موسترا قد تخلف عن باقي المهرجانات التي سبق وان اعطت مكانة متميزة لهذه الموجة بدءاً من كان الى برلين مروراً بلوكارنو. فقد كافأت البندقية هذه السينما من خلال جيلين ومخرجين مختلفي الاسلوب، زهانغ ييمو 49 سنة الذي توجه الى الليدو بموافقة سلطات بكين وزهانغ يوان الذي رغم سماح السلطات له بالتصوير داخل احد السجون الصينية اضطر الى المشاركة في لا موسترا تحت علم ايطاليا. وفى هذا المهرجان الذي اراد مديره الجديد البرتو باربيرا فتحه امام الاتجاهات الجديدة كان للسينما الاوروبية الشابة شرف الحصول على تعويضين مع ميدالية مجلس الشيوخ التي حصلت عليها الفرنسية ماريون فيرنو عن فيلمها "ريان اه فير" او لا شيء نفعله وجائزة مارتشيللو ماستروياني التي حصلت عليها الممثلة النمساوية الشابة نينا برول عن فيلم "نوردراند" للمخرجة بربارا البيرت. كذلك كان لسينما الدول الفقيرة التي شاركت في البندقية بقصص بسيطة وامكانات متواضعة نصيب من التكريم مع الفيلم الجنوب افريقي "بورتريه اوف اي يانغ مان درونينغ" او ملامح شاب يغرق الناطق بلغة الزولو والذي حصل على جائزة أفضل فيلم قصير. وقد اهدى مخرجه تيبوهو مهلاتسي الجائزة الى السود الذين لا يزال "الطريق أمامهم طويلاً للوصول الى الحرية الحقيقية".