يستعد لبنان لاستقبال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني غداً الاثنين، في زيارة رسمية تستغرق يومين بدعوة من رئيس الجمهورية أميل لحود. وفي حين انصرف لحود ودوائر القصر الجمهوري الى تحضير الملفات للمحادثات الأردنية - اللبنانية، عرض رئيس الحكومة سليم الحص مجريات الزيارة مع سفير لبنان في الأردن أديب علم الدين، ورحب في تصريح أمس بزيارة العاهل الأردني مشيداً بالعلاقات بين البلدين وقال "انها زيارة تعبر عن العلاقة الطيبة والأخوة التي تربط بين لبنانوالأردن، وتؤكد مدى ضرورة تعزيزها على كل الصعد". والى الجانب السياسي الذي سيميز المحادثات اللبنانية - الأردنية، خصوصاً تطورات عملية السلام في المنطقة، علم ان الامير عبدالله سيشهد مناورة يقوم بها الجيش اللبناني، على غرار المناورة التي شهدها الرئيس لحود خلال زيارته للاردن قبل شهرين. وسيكون للزيارة أهمية اقتصادية نظراً الى العلاقات المتينة بين البلدين والتي يترجمها اتفاق تجاري موقع عام 1992 واتفاقات تعاون في مجال النقل البحري والتجاري وتنظيم انتقال الأشخاص ونقل البضائع على الطرق ومنطقة التجارة الحرة والروزنامة الزراعية، فضلاً عن الاتفاقات الثقافية. يذكر أن آلاف الطلاب الأردنيين تخرجوا في جامعة بيروت العربية والجامعة الأميركية، في حين تقوم الجالية اللبنانية في الأردن بدور مهم في نهضة المملكة. وستتخذ تدابير سير خاصة بالزيارة على الطرق التي سيسلكها الموكب الملكي، والتي ازدانت بالأعلام الأردنيةواللبنانية وصور الملك عبدالله ولحود. نشاط الحص وكان الرئيس الحص أعطى أمس رئيس الصندوق المركزي للمهجرين شادي مسعد، توجيهاته للاهتمام بأوضاع بيروت وترميم المساكن في رأس النبع والطريق الجديدة وإزالة معالم الخراب والدمار من بعض أحياء العاصمة وشوارعها، اضافة الى تنفيذ مشاريع بنى تحتية. وقال مسعد أنه عرض والحص "الإجراءات المالية والإدارية لضمان حجز المبالغ التي تغطي كلفة هذه المشاريع، خصوصاً أن الاعتمادات متوافرة لدى الصندوق للقيام بها". وتميز نشاط الحص أمس باستقبالات غلب عليها الطابع الشعبي والأهلي فالتقى وفد "هيئة العمل الوطني في صيدا" برئاسة مصطفى دندشلي الذي سلمه مذكرة عن رؤية الهيئة لقانون الانتخاب الجديد، فطالب بتقسيم الدوائر في شكل يتصف بالعدالة والديموقراطية وصحة التمثيل وحرية الاختيار الحقيقي، وتدعو الى الخروج من لعبة التوازنات الطائفية والمذهبية والتقليدية والمصالح الشخصية والمناطقية الضيقة"، وترفض جعل الجنوب دائرة انتخابية واحدة. وتسلم الحص مذكرة بمطالب تجار خضر بيروت، والتقى وفداً من آل سوبرة في بيروت شدد على تلاقي أبناء العاصمة في ما بينهم، ثم وفداً من "الجماعة الإسلامية" تقدمه النائب خالد ضاهر الذي عبّر عن ارتياحه الى موقف رئيس الحكومة خلال محادثاته مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت "خصوصاً لجهة المطالبة بحق عودة الفلسطينيين الى ديارهم". وشدد ضاهر على "استمرار دعم المقاومة حتى تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي"، وداعياً الى "توفير مناخ الحريات العامة ومساواة الشرائح الأساسية في الإعلام المرئي والمسموع". وطالب بالإسراع في انجاز قانون الانتخاب "على أسس العدالة والمساواة واعتماد النسبة سواء أكانت الدائرة قضاء أو محافظة". ومن زوار الحص المنسق المقيم لنشاطات الأممالمتحدة في لبنان ايف دوسان الذي عرض واياه مواضيع مدرجة على جدول أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، موضحاً "أننا نبحث في طرق اسهام التعاون الدولي في التخفيف من أعباء الدول الفقيرة". وتمنى وفد لجنة مسجد البسطا التحتا على الحص تحريك مسألة استملاك العقارات المجاورة للمسجد لإنشاء موقف للسيارات وحديقة عامة، وتأمين الأموال اللازمة لذلك من وزارة الشؤون البلدية والقروية.