غادر قادة "حماس" الثلاثة، خالد مشعل وابراهيم غوشة وموسى أبو مرزوق، طهران أمس الجمعة، وأكد ذلك ل"الحياة" مصدر قيادي في "حماس" في العاصمة الايرانية. وأوضح انهم سيتوجهون أولاً الى دولة عربية مجاورة للأردن، يرجح انها سورية حيث يمكثون بضعة أيام، قبل أن ينتقلوا الى عمان. وقال المصدر ان وساطات تبذل من جانب جماعة الاخوان المسلمين وأحزاب وتنظيمات أخرى في الأردن لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية. واستبعد رداً على سؤال ل"الحياة" ان تنفذ الحكومة الأردنية تهديدها باعتقال هؤلاء القادة عند عودتهم "لأن حماس لا تقوم بأي نشاطات ضد الأردن بل ان وجودها في الأردن هو صمام أمان". ونفى ما تردد إعلامياً عن وجود "تفاهم" مسبق بين الحكومة الأردنية وحماس على القيام بالحملة ضد الحركة خلال وجود قادتها في الخارج "تحاشياً للاحراج". وقال: "لو كان الأمر كذلك لما بقي أحد من قادة حماس ومسؤوليها في الأردن" في اشارة الى محمد نزال وعزت الرشق "ثم ان الثلاثة الذين كانوا في طهران هم في طريقهم الى عمان". لكن المراقب العام ل"الاخوان المسلمين" في الأردن عبدالمجيد الذنيبات نفى علمه بمغادرة الثلاثة طهران، وقال إنهم يفضلون عدم العودة "في الوقت الحاضر الى أن تحل قضيتهم سياسياً". لكنه أشار الى ان الحكومة الأردنية "ماضية في اجراءاتها التعسفية من دون الاصغاء الى دعوات الحوار" فيما شهد مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان، أمس، تجمعاً تضامنياً مع حركة حماس عقب صلاة الجمعة وسط حضور أمني مكثف. في غضون ذلك، علم ان موسى أبو مرزوق زار الدوحة قبل يومين، بدعوة من "قناة الجزيرة" الفضائية التي أجرت معه لقاء شاملاً حول قضايا الساعة وفي صدارتها تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط. واحيطت الزيارة بتكتم شديد بسبب ظروف العلاقة الحالية بين الأردن وحماس. ورجحت مصادر مطلعة في جماعة الاخوان المسلمين ان لا يغادر قياديو حماس طهران "دفعة واحدة الى وجهة واحدة" وذلك لاعتبارات أمنية. وأوضحت ان خياراتهم في الحركة محدودة وربما تكون دمشق احدى محطاتهم في حال مغادرة أحدهم طهران. وتواصلت في عمان تحركات "لجنة المتابعة" المنبثقة من اللقاء التضامني مع حماس، وهي تضم النقابات وأحزاب المعارضة وشخصيات وطنية، وأعطت اللجنة "فرصة" للحكومة الى يوم غد الأحد، لبدء تحركات شعبية تشمل الاعتصامات والتظاهرات. وستنطلق الفعاليات يوم الثلثاء بلقاء تضامني في مجمع النقابات المهنية في عمان. وعلى رغم "هدوء" الفاعليات التي اتبعتها المعارضة منذ بدء ملاحقة قياديي حماس واغلاق مكاتبهم في 30 آب اغسطس الماضي، الا ان اللقاء التضامني الذي أقامته جماعة الاخوان المسلمين عقب صلاة الجمعة في مسجد مدارس الوحدات، امس، شهد حضوراً أمنياً مكثفاً غير مسبوق. وتحدث في اللقاء القيادي في حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور والقيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد أبو فارس والمدير العام لصحيفة "السبيل" سعود أبو محفوظ. كما شهدت مدينة الزرقاء لقاءً تضامنياً آخر. وفيما منعت الهيئة العامة لنقابة المهندسين من زيارة المعتقلين الخمسة عشر على ذمة قضية حماس، أمس، أعلن رئيس هيئة الدفاع نقيب المحامين صالح العرموطي انه سيتقدم بطلب لإخراجهم بالكفالة غداً الأحد بعد إعداد الوكالة القانونية عنهم اليوم السبت. ونفى العرموطي ان تكون وجهت للمعتقلين تهمة حيازة سلاح "من أي نوع" موضحاً ان التهمة الوحيدة المعروفة هي "الانتساب الى جمعية غير مشروعة" وتصل عقوبتها في الحد الأقصى الى السجن عامين، وفي الحد الأدنى قد تقتصر على الغرامة.